قالت صحيفة "واشنطن بوست" إن الحرب الصغيرة الحالية بين
إسرائيل وحركة
حماس لن ينتصر بها أحد كسابقتيها عام 2009 و 2012.
وأضافت "رغم أن حماس تملك ترسانة من آلاف الصواريخ وبعضها طويل المدى، إلا أنها غير قادرة على إحداث ضرر خطير على إسرائيل لأن نظاما جديدا مضادا للصواريخ (القبة الحديدية) اعترض كل الرؤوس الصاروخية التي كانت متجهة نحو تل أبيب وغيرها من المدن الإسرائيلية (الصحيح أنه لم يعترض سوى أقل من ربعها - "عربي21").
أما "بالنسبة لإسرائيل فتستطيع استهداف قادة حماس وبنيتها التحتية، مع أنها لا تستطيع إسكات راجمات الصواريخ، وفي حالة قررت الحكومة الإسرائيلية القيام بهجوم بري على
غزة، وهو ما تحشد له الآن، فإن ذلك سيؤدي إلى سقوط ضحايا كثر. وفي حالة دمرت إسرائيل حماس فستجد نفسها مضطرة لإدارة مليوني نسمة يعيشون في القطاع".
وترى الصحيفة أن "كل طرف يبحث على ما يبدو عن إنجاز تكتيكي وليس استراتيجيا. فتهدف إسرائيل لتخفيض قدرات حماس العسكرية التي بنتها خلال الـ 18 شهرا الماضية"، مشيرة إلى تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي قال يوم الأربعاء إن هدفه وقف إطلاق الصواريخ وإعادة "الهدوء". بدورها تأمل حماس في الحصول على تنازلات تضم إطلاق سراح ناشطيها الذين اعتقلتهم إسرائيل في الفترة الأخيرة، وفتح الحدود مع مصر مقابل وقف إطلاق النار.
وتعلق الصحيفة أن هدفي كل طرف لا يستحقان سفك الدم، حيث قتل حتى يوم الأربعاء 50 شخصا في غزة (ارتفع إلى أكثر من 80 إلى الآن) بمن فيهم مدنيون إضافة للخسائر الاقتصادية للطرفين الفلسطيني والإسرائيلي.
وتضيف: "في الحقيقة لا يريد أي من الطرفين الحرب، فقد وافقت حماس على دعم حكومة وحدة وطنية مع حكومة فتح في الضفة الغربية، فيما عرضت إسرائيل هدنة قبل بدء التصعيد يوم الأحد".
وترى أن ما يجري سببه تصرفات متطرفين، وهي اختطاف ثلاثة مراهقين إسرائيليين، ويزعم البعض أن الخاطفين من حماس، لكنهم تصرفوا بشكل فردي، ثم جاء القتل الانتقامي للفتى الفلسطيني على يد بلطجية إسرائيليين. ثم جاء إطلاق الصواريخ من غزة والذي قامت به جماعات صغيرة حاولت تحدي سلطة حماس.
وتقول الصحيفة "الواجب الأول في مثل هذه الظروف هو وقف القتال قبل أن يخرج عن سيطرة الطرفين. مما سيكون أكثر صعوبة من عام 2012 عندما تعاونت إدارة أوباما مع حكومة مصر الإسلامية، حيث بدأت الاتصالات. ويظل التحدي الأكبر هو التقدم للأمام، والخروج من الوضع الأسوأ في العلاقات الفلسطينية – الإسرائيلية، وهو الوضع الذي كان قبل بداية القتال، فمنذ انهيار محادثات السلام التي دعمتها الولايات المتحدة كان كل طرف ينجذب نحو استراتيجيات متطرفة. فمن ناحية كانت إسرائيل تفكر بخطط استيطانية، فيما كان رئيس السلطة الوطنية محمود عباس يعد العدة للبدء في حملته الساعية للانضمام للمنظمات الدولية، مثل محكمة جرائم الحرب الدولية والتي يمكن أن توجه ضد إسرائيل".
وفي هذا السياق "يناقش المسؤولون في إدارة أوباما أن تدهور الأوضاع يثبت صحة جهود التوصل لتسوية سلام إسرائيلية – فلسطينية شاملة".
وبحسب الصحيفة "فقد رأينا فشل الجهود الأمريكية بجدولها الزمني الضيق. وغياب الجدية من قادة الطرفين أدى لزيادة التوقعات التي لم يتم تحقيقها مما أدى لحدوث ارتدادات عكسية وسريعا. وما يحتاجه الوضع هو حملة دبلوماسية جديدة ولكن أكثر صبرا ومستمرة وتهدف لإعادة الثقة بين الطرفين، وتحسِّن ظروف الفلسطينيين الاقتصادية في الضفة الغربية وغزة، وخلق أساس لتسوية نهاية، هذا إن استطعنا إطفاء النار في غزة".