اختتمت في العاصمة الأردنية عمان مساء أمس أعمال (
مؤتمر عمان التمهيدي لثوار
العراق)، والذي ضم العشرات من ممثلي القوى والشخصيات العراقية المناهضة لحكومة
المالكي من داخل العراق وخارجه.
وعلى مدى اليومين الماضيين ناقش المشاركون في المؤتمر السبل القانونية المؤدية لخروج العراقيين من المأزق الذي وضعوا فيه بسبب السياسات التهميشية والطائفية لحكومة نوري المالكي.
وأجمع المؤتمرون على أن حكومة المالكي ألحقت الدمار والخراب في عموم المشهد العراقي، وأن هذه الحكومة قتلت وهجرت أبناء السنة خصوصاً وكل من يعارضها من بقية المكونات الأخرى.
وفي نهاية المؤتمر، الذي لم يشهد تغطية إعلامية إلا في مرحلة تلاوة البيان الختامي أكد المشاركون في بيانهم الختامي على أن "هذا المؤتمر يسعى للعمل من أجل تحقيق التكامل في جهود الجميع، والبحث عن المشترك بين العراقيين".
وتضمن البيان الختامي التأكيد على "وحدة العراق ورفض كل دعوات التقسيم تحت أي ذريعة ومسمى"، وكذلك " إسناد ثورة الشعب ومطالبها التي انطلقت في العراق، وحققت إنجازات باهرة".
وأكد المؤتمرون على رفضهم تشكيل الصحوات أو تشكيل أي قوة تحت أي عنوان لمقاتلة
الثوار، وسعيهم الحيثيث لعمل لقاء وطني عام يضم جميع العراقيين من كل المكونات والأطياف، للبحث في مستقبل عراق جديد، يعم الخير أبناءه، ويكون سلماً لأهله وجيرانه وللعالم.
وأكدوا "سعيهم للحصول على التأييد والدعم العربي والدولي، ومطالبة المجتمع الدولي بإيقاف الدعم للحكومة الحالية وتحمل مسؤولياته في حماية المعتقلين في السجون العراقية وحماية المدنيين الذين يتعرضون للقصف والاستهداف اليومي، ومطالبة المجتمع الدولي بدعم العوائل المهجرة من العراقية".
وحول أهمية انعقاد مؤتمر القوى العراقية في عمان خلال هذه المرحلة قال الناشط غانم العابد، المتحدث باسم المتظاهرين في الموصل سابقاً إن "هذا المؤتمر خطوة موفقة في الاتجاه الصحيح؛ لغرض توطيد الصفوف في ظل اعتماد رئيس حكومة المنطقة الخضراء نوري المالكي على الميلشيات وعلى النظامين الإيراني والسوري".
وبخصوص الدعم العربي والدولي المتوقع لهذا المؤتمر قال العابد "أتمنى أن يحصل هذا الشيء؛ لكن أنا أعتقد - بما أن العملية السياسية ما زالت برعاية أمريكية، وأمريكا هي التي صنعت هذه العملية - أن الولايات المتحدة ستحاول - وبكل ما تملك من قوة - المحافظة على هذه العملية السياسية".
وحول المستقبل العراقي في ظل التطورات السياسية والشعبية المستجدة على الواقع العراقي قال العابد "أنا متفاءل من حيث إن الصراع مع حكومة المنطقة الخضراء وصل إلى مراحله النهائية، وإن المالكي في أيامه الأخيرة، وإن الثوار سيسقطون حكومته وينهون العملية السياسية".
تاتي هذه التطورات السياسية للقوى المعارضة لحكومة المالكي في الوقت الذي يشهد فيه المشهد السياسي في داخل العراق تطورات مهمة حيث انتخب مجلس النواب العراقي في جلسته الثالثة، التي عقدت الثلاثاء 15 يوليو/ تموز النائب سليم الجبوري رئيساً للمجلس في دورته الجديدة.
والجبوري، الذي تسنم المنصب خلفا لأسامة النجيفي، قيادي في الحزب الإسلامي العراقي. كما تم انتخاب حيدر العبادي نائبا أول للجبوري وآرام شيخ محمد نائبا ثاني.
وقد صوّت (194) نائبا من المجلس من أصل (273) لصالح النائب سليم الجبوري مرشح تحالف القوى الوطنية الذي تنافس مع مرشحة التحالف المدني شروق العبايجي.