يقتل
البعوض الحامل للملاريا أكثر من 600.000 شخص كل عام أغلبهم من الأطفال، الأمر الذي استدعى محاربة البعوض على مدار عدة قرون، في محاولة لتقليل عدد ضحايا المرض، حيث كان هناك تجفيف المستنقعات، ورش الأطنان من المبيدات الحشرية، أو حتى توزيع ملايين الناموسيات.
الأمر الذي لم يبد كافيا إلى يومنا هذا، حيث مازال المرض يحصد آلاف الأرواح سنويا، مع أساليب تقليدية قديمة لا تفلح تماما معه.
بحث جديد، نشر الخميس الماضي في مجلات العلوم، اقترح فيه العلماء طريقة جديدة تماما لمحاربة
الملاريا عن طريق الهندسة الوراثية للبعوض! .
التكنولوجيا الجديدة التي قد تمكن العلماء من جعل البعوض نفسه مقاوما لطفيل الملاريا، أو حتى عن طريق التعديلات الوراثية في الحمض النووي للبعوض ونشر العقم في جيل كامل منه، وبالتالي القضاء على هذا الجيل تماما.
البحث الذي أطلق عليه العلماء اسم “كرسبر” يتوقع أن يحدث حوله الكثير من المناقشات مستقبلاً، لتحديد ما إن كان سيتم استخدامه أم لا، فبالرغم من أنه سيكون نعمة على البشرية على نواحٍ عدة، إلا أنه قد يسبب ضررا بيئيا واسعا غير مخطط له نتيجة الإخلال بتوازن بيئات كاملة.
“كرسبر” وهو نظام من الجزيئات الذي يسمح للعلماء بشكل مدهش، تغيير الحمض النووي بدقة شديدة. حيث سيصمم الباحثون الجزيئات بحيث ترتبط بالحمض النووي في موقع معين، يتم بعد ذلك تقطيع الحمض النووي في ذلك الموقع –الجين بأكمله أو جزء منه-ومن ثم استبداله بالقطعة الجديدة التي صممت بواسطة العلماء.
في المعمل، يقوم العلماء بإدخال مجموعة من الجينات إلى البعوض، تلك المجموعة ستحوي جين لبروتين يجعل البعوض مقاوما لطفيل الملاريا، وبالتالي يمكنه من القضاء عليه قبل أن ينتقل إلى جسم الإنسان.
ثم يطلق العماء مجموعات البعوض المهندس وراثيا إلى الطبيعة، حيث ستتزاوج مع أشباهها من باقي البعوض، ثم يمرر الآباء تلك الجينات المعدلة إلى أبنائهم، الطريقة التي لو استمرت فسيمكن القضاء على الملاريا في البعوض بعد جيلين أو ثلاثة بشكل كامل.
الطريقة التي نبهت العلماء إلى إمكانية استخدامها مستقبلا مع البشر، واستخدام الهندسة الوراثية للقضاء على بعض الأمراض الجينية عند المواليد الجدد.