حزب النور والفصل بين العمل الدعوي والعمل السياسي:
لعبت الدعوة السلفية من خلال مشايخها المعروفين في الدعوة أو أعضاؤها في حزب النور دورا بارزا في تشكيل الحياة السياسية وتغيير خريطتها في أعقاب ثورة 25 يناير؛ لكنه دور لا يتناسب مع قناعتها الحالية بضرورة الفصل بين الدعوة والسياسة، وهي بحسب بعض المراقبين خطوة للخلف لها ما يبررها بسبب خسارتها لجزء من رصيدها في الشارع
المصري، وظهر ذلك جليا في إخفاقها في الحشد سواء في الاستفتاء على دستور 2014 أو الانتخابات الرئاسية، وهو ما يرجح البعض تكراره في الانتخابات النيابية القامة.
"الناس تخلط بين حزب النور والدعوة السلفية، والاثنان كيانان منفصلان منذ البداية، والحزب يتخذ قراراته منفصلا عن إدارة الدعوة السلفية" كان هذا رد الدكتور شعبان عبدالعليم عضو المكتب الرئاسي لحزب النور على سؤال لـ"عربي 21" بشأن الفصل بين العمل الدعوي والعمل السياسي في المرحلة الحالية.
حزب النور بعد 25 يناير ليس هو بعد 30 يونيو:
سامح عيد الباحث المتخصص في شؤون الجماعات الإسلامية يقول إن حزب النور فقد جزء من قاعدته الشعبية بسبب الهجوم الإعلامي الذي يتعرض له بشكل مستمر من ناحية، وبعض الأخطاء التي وقع فيها من وجهة نظر بعض مؤيديه الرافضين لخريطة المستقبل من ناحية أخرى.
حزب النور بعد 25 يناير ليس هو بعد 30 يونيو، هذا ما ذهب إليه أستاذ القانون الدستوري عبدالله المغازي حيث أصبح جزء من الدولة الجديدة، وقال: " وجود حزب النور ضمن الخريطة السياسية حال دون وقوع فتنة قد تحدث، وأبدى رغبة حقيقية في الاندماج داخل الدولة من خلال المشاركة في الاستحقاقات الماضية"، مشيرا إلى أن المرحلة الراهنة تتطلب تجنب الانقسامات أو خلق أي صراعات قادمة.
مشايخ الدعوة السلفية : ملتزمون بقرار الأوقاف لا دين في السياسة:
المتحدث باسم الدعوة السلفية الدكتور عبدالمنعم الشحات أكد لـ"عربي 21" أن كبار مشايخ الدعوة السلفية تقدموا لوزارة الأوقاف لخوض الاختبارات للحصول على تصاريح باعتلاء المنابر والخطابة، مشيرا إلى حصول بعضهم على تصاريح.
وقال: " نحن ملتزمون بقرار الأوقاف، وفي حال الحصول على تصاريح بالخطابة فلن يدلي أحد برأيه في الأمور السياسية "
وقد تبدو تصريحات الشحات مغايرة لما كان عليه وضع مشايخ الدعوة السلفية قبل الثلاثين من يونيو إلا إنه رفض اعتبار قرار الدعوة الأخير كان لأسباب سياسية، وإنما التزاما بقرار الأوقاف.
جناح داخل الدعوة السلفية يرفض العودة للعمل السياسي:
مما لا شك فيه، فقد ظهر جناح داخل الدعوة السلفية يرفض العودة للعمل السياسي مرة أخرى، بسبب ما يقول إنها أخطاء فادحة وقع فيها رجال الدعوة والحزب.
إلا أن الدكتور "الشحات" قلل من شأن ذلك الأمر "يوجد صوت ضعيف يدعو لاعتزال السياسة، ويطالب بالتفرغ للعمل الدعوي، وقد تم مناقشة هذا الأمر ورفضه".
فصل الدعوة عن السياسة، أيده أستاذ القانون الدستوري عبدالله المغازي بالقول: "السياسة لها قواعد متغيرة لا تتلاءم مع القواعد الثابتة للدين "
وطالب المغازي بأن يكون خطاب الدعوة السلفية تحت مظلة الأزهر ومتماشيا مع توجهه الوسطي.
ما هي حظوظ النور في الانتخابات المقبلة ؟
"حزب النور سيحظى بربع مقاعد مجلس النواب المقبل على الأقل، وربما أكثر، وذلك بسبب الانقسامات داخل الأحزاب، وستكون حظوظه في الإعادة أفضل" هذا ما ذهب إليه الباحث المتخصص "سامح عيد"، كما أشار إلى أن الحزب سيكون من أحزاب الموالاة داخل قبة النواب، ولن يلعب دور المعارض.
الدكتور شعبان عبدالعليم ذهب إلى قول آخر وهو أن حزب النور لن يكون ضمن صفوف المعارضة أو الموالاة، وأنه سيسعى لرفض أي سياسات ضد مصلحة الشعب.
الدعوات التي ظهرت على الساحة السياسة بضرورة حظر حزب النور كما ذهب إلى ذلك أبو العز الحريري القيادي بحزب التحالف الاشتراكي، اعتبرها الشحات نوع من تكسير العظام، مشيرا إلى أنه لا توجد لديهم مخاوف من حظر حزب النور لأنه لا يقوم على أساس ديني وإنما مرجعتيه دينيه فقط، طبقا للمادة الثانية من الدستور، وهو ما أيده أيضا أستاذ القانون الدستوري عبدالله المغازي الذي قال : "لائحة حزب النور تنص على أن مرجعيته دينيه ولا يقوم على أساس ديني" مرحبا باي حزب يلتزم بالدستور والقانون.
الدعوة السلفية بحسب بعض المراقبين من المرونة ما جعلها تتعايش مع أي نظام بأقل قدر من الخسائر، وأنها تميل مع الريح بأسرع منها لأسباب يراها البعض خاصة ويروها هم من أجل العامة.