حادثة أخرى قد تزيد
التوتر بين النازحين السوريين والجيش التركي، فأثناء عبوره من
تركيا إلى
سوريا تعرض أحد المدنيين للضرب من ضابط تركي ومزق قميصه.
وتبدو حركة العبور طبيعية في كل يوم عند الشريط الحدودي بمنطقة اليمضية بريف اللاذقية في جبل التركمان، حيث هناك مدنيون يعبرون من الجانب السوري إلى الجانب التركي وبالعكس.
كنا في "عربي21" بالجانب التركي مع المدنيين بانتظار ضابط (الجندرما) ليأتي إلى مكان العبور ويشرف على عملية الانتقال، بعد وصوله تحضّر المدنيين في كلا الجانبين وكان العدد بحوالي 140 بينهم أكثر من سبعين طفلا بالإضافة إلى النساء والشباب، وكان هنالك شاب مع زوجته وأطفاله يقفون بالقرب من الجنود الأتراك، تحرك الشاب ورجع خطوتين إلى الوراء، لسوء حظه كان الضابط قريبا منه وما كان منه إلا أن ضرب الشاب عدة مرات على وجهه، حاول الشاب الهرب من قبضة الضابط لكنه لم يفلح في ذلك وتمزق قميصه مما أثار غضب الجميع من المدنيين السورين في الجانب السوري.
كان في الجانب السوري حاجز تابع للواء جبل التركمان، وكان عناصره مسلحين ببنادق من نوع كلاشينكوف، سرعان ما تدخلوا ليحتجزوا الشاب السوري الذي لم يعلم أي ذنب اقترفه، فقامت إحدى النساء السوريات بالصراخ على الضابط التركي الذي قابلها بالصراخ عليها وحاول رفع مسدسه في وجهها مما رفع من وتيرة الغضب وسط المدنيين السوريين في كلا الجانبين.
وهتفت المرأة لأردوغان وقالت عدة مرات: "حرام عليكم أردوغان لا يرضى بذلك مهاجرين وأنصار"، قابلها الضابط التركي برفع السلاح ولوح به للمدنيين السورين عدة مرات، وقام أحد عناصر الحاجز الموجود في الجانب السوري بإطلاق عدة رصاصات تحذيرية في الهواء، مما أثار خوف النساء والأطفال.
استدعى الضابط التركي المؤازرة، فوصلت دورية من ستة عناصر، وقاموا بالانتشار على الشريط الحدودي، ووجهوا بنادقهم للجانب السوري، لم يستطع أحد من السورين أن يفهم من الضابط التركي ما الذي ارتكبه الشاب السوري حتى يًضرب أمام أخوته الذي لم يعتادوا هذه المعاملة من
الجيش التركي.
أحد المقاتلين من الجيش الحر قال في تصريح خاص لـ "عربي 21"، إن الأمر لم يحدث في مرات سابقة وكانت المعاملة جيدة وبكل احترام .
أبرز ما زاد من وتيرة الغضب هو تصرف عناصر الحاجز السوري( لواء التركمان)، الذي كان يتلقى أوامره من الضابط التركي، وعدم فهم السوريين لسبب غضب الضابط الذي كان يصرخ بوجه النازحين باللغة التركية، في حين أن الشبان صرخوا أيضا باللغة العربية ولم يفهم أي من الطرفين على الآخر !!
في النهاية تدخل أفراد الجيش التركي بطريقة هادئة مع المدنيين النازحين واستطاعوا أن يجدوا من يترجم لهم للغة العربية، حتى هدأت وتيرة الغضب وقالوا إن الضابط هو جديد على المنطقة في حين أنهم يتواجدون بشكل يومي للحراسة، وانتهت المشكلة وسمحوا للشاب السوري الذي ضًرب بالدخول إلى سوريا مع أفراد أسرته وجرت عملية العبور بين الطرفين كما هو معتاد بشكل يومي.
أحد العابرين اللاجئين، قال لـ "عربي 21": "إن هذا السلوك من قبل الضابط يحصل لأول مرة في هذه المنطقة، فهو يدخل ويخرج كل أسبوع من سوريا إلى تركيا وبالعكس، ولم يصد فان شاهد مثل هذا الموقف، مضيفا أنه"كانت المعاملة طيبة من قبل الجنود الأتراك ولم يتعرضوا لأحد بل على العكس يقدمون الماء إلى الأطفال والنساء".
وكان رئيس الوزراء التركي رجب الطيب أردوغان قد ألقى خطابا في مدينة أنطاكيا التركية التي تبعد عن الحدود السورية خمسين كيلو متر، دعا فيه إلى التآخي بين السورين والأتراك، معتبرا أنهم "مهاجرون وأنصار".