كشف معلق
إسرائيلي بارز النقاب عن أن التحول "الإيجابي" الذي طرأ على موقف الحكومة الصهيونية من حكومة الوفاق الوطني التي تشكلت في أعقاب توقيع اتفاق المصالحة بين حركتي "فتح" و"حماس" يرجع بشكل أساس إلى رهان القيادة الصهيونية على هذه الحكومة في تصفية المقاومة الفلسطينية في قطاع
غزة.
وقال أودي سيغل المعلق السياسي في قناة التلفزة الصهيونية الثانية، إن كلاً من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين
نتنياهو ووزير حربه موشيه يعلون باتا يؤيدان الاعتراف بهذه الحكومة، لأنهما يأملان أن تنجح في تحقيق ما لم تتمكن آلة الحرب الصهيونية من تحقيقه على مدى حوالي شهر من القصف المتواصل من البر والجو والبحر.
وأشار سيغل إلى أن الكيان الصهيوني سيعتمد على الضغط الذي يفترض أن تمارسه كل من مصر والسعودية والأردن على حكومة "الوفاق" الفلسطينية لتتخذ إجراءات عملية ضد البنى التحتية لحركات المقاومة العاملة في قطاع غزة، وعلى وجه الخصوص حركة حماس.
ونوه سيغل إلى أن توجه الكيان الصهيوني للاعتراف بحكومة الوفاق الوطني يرجع بشكل أساسي إلى إدراك حكومة تل أبيب للحاجة إلى تمكين السلطة الفلسطينية من استعادة النفوذ في قطاع غزة، منوها إلى أن التوافق الإسرائيلي المصري على تمكين قوات "حرس الرئاسة" التابعة لرئيس السلطة محمود عباس من الإشراف على العمل في معبر "رفح" الحدودي، يأتي في هذا السياق.
وكان كل من نتنياهو ووزيرة قضائه تسيفي ليفني قد أعربا عن أملهما أن يسهم التعاون الإسرائيلي
العربي في تغيير البيئة السياسية في قطاع غزة بعد الحرب.
وخلال مقابلة أجرتها معها قناة التلفزة الصهيونية الثانية الليلة الماضية، أوضحت ليفني أن هناك تفاهما بين كل من مصر والأردن ودول عربية أخرى على العمل ضد حركة حماس، مشيرة إلى أن هذا الموقف يمثل أهم قاسم مشترك بين تل أبيب والأنظمة العربية "المعتدلة".
وأضافت ليفني قائلة: "لن أكشف جديداً إذا قلت إن الدول العربية المعتدلة تمقت حركة حماس أكثر منا، وهي بالتالي معنية بإضعافها إلى أكبر حد" مدعية أن هذه الدول مرتاحة تماماً للحرب التي يشنها الكيان الصهيوني على حركة حماس.
وأكد نتنياهو في مؤتمره الصحافي الذي عقده ليلة السبت الماضي أن لتل أبيب شركاء إقليميين في إحداث تغيير في الواقع السياسي في قطاع غزة.
ومما يدلل على جدية التحركات الإسرائيلية لإنجاز هدف إزاحة حماس عن الحكم والعمل على ضرب المقاومة في القطاع، فإن وزارة الخارجية الإسرائيلية قررت العمل على إقناع الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي لإصدار قرار يربط بين إعادة إعمار قطاع غزة والسماح بعودة السلطة الفلسطينية لإدارة مقاليد الأمور فيها.
وفي الوقت الذي يمتدح قادة الأنظمة العربية هاجم نتنياهو بشدة رئيس الوزراء التركي طيب رجب أردوغان، واصفاً إياه بـ "جوبلز" وزير الدعاية الألماني إبان الحكم النازي.
ونقلت إذاعة جيش الاحتلال صباح اليوم الاثنين، عن نتنياهو قوله إن الانتقادات التي يوجهها أردوغان لإسرائيل على خلفية الحرب الدائرة على قطاع غزة "قد جعلته رأس الحربة في الحملة اللاسامية على إسرائيل".