يوم هو الأشد توترا لم تشهد العاصمة السورية مثله منذ ما يزيد عن العام والنصف دوت فيه أصوات الانفجارات والقذائف التي هزت عدة مناطق مختلفة من دمشق، حيث تزامن انفجار كبير في ساحة الميسات مع آخر في بلدة المليحة أغلقت على إثره جميع المنافذ المؤدية للساحة مع توجه عدد كبير من سيارات الإطفاء والإسعاف مدعومة بقوات الأمن إلى المنطقة حسب شهود عيان.
الساحة التي تعرف بصغرها وحيويتها محاطة من جميع أطرافها بحواجز أمنية تقع في منطقة حساسة تحوي
مقرات للنظام وشهدت مؤخرا تفجير عبوة ناسفة في مبيت لعناصر
النظام بالقرب من فرع الأمن السياسي تبنته سرية المهمات الخاصة في دمشق وأسفر عن عدد من الجرحى والقتلى.
ورجح ناشط ميداني أن الانفجار نجم أيضا هذه المرة عن عبوة ناسفة، مؤكدا استنفار جميع الحواجز وقوات الأمن في العاصمة مما انعكس على معاملتهم مع المدنيين التي ازدادت سوءا بعد يوم مليء بالصواريخ والاستهدافات التي طالت عدة مراكز أمنية في دمشق .
وقامت قوات تابعة لتشكيل الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام المعارض باستهداف مقرات أمنية عدة في العاصمة السورية في خطوة هي الأولى من نوعها حيث تم استهداف المربع الرئاسي في حي المالكي والمربع الأمني في حي كفرسوسة إضافة للتجمع العسكري في حي المزة 86 الموالي للنظام .
وأوضح المتحدث الرسمي للاتحاد وائل علوان أن العملية التي أطلق عليها الاتحاد عملية "صواريخ الأجناد" تأتي كرد على مجازر النظام الأخيرة وخاصة المجزرة الأخيرة في مدينة دوما التي راح ضحيتها أكثر من ثلاثين شهيدا معظمهم من النساء والأطفال ثالث أيام عيد الفطر .
وبين أن استخدام الاتحاد لصواريخ الكاتيوشا في العملية لأنها أكثر دقة من قذائف الهاون نافيا مسؤولية الاتحاد عن أي من قذائف الهاون التي تساقطت على أحياء دمشق بالتزامن مع بدء العملية.
وأكد أن العملية أصابت أهدافها بدقة في يومها الأول حيث أفاد راصدون أن الصواريخ أصابت أهدافها في التجمعات الأمنية .
ولفت إلى أن استراتيجية الاتحاد ستكون دوما بالرد على أي جريمة أو استهداف للمدنيين وخاصة في الغوطتين باستهداف مناسب للقطع العسكرية التابعة للنظام الذي يحارب منها "الشعب الأعزل" مؤكدا حرصهم على تجنب المدنيين وخاصة في دمشق التي تتمتع بحاضنة شعبية قوية ومتينة للمعارضة" حسب تصريحه.
وكان الاتحاد الإسلامي قد أعلن في وقت مبكر نيته باستهداف المراكز السابقة عبر تصريح مصور بث على مواقع التواصل الاجتماعي حذر فيها المدنيين من الاقتراب من الأماكن المستهدفة مطالبا بإخلائها حيث قال: "مع إعدادنا لهذه الصواريخ لتصيب أهدافها بدقة وحرصا منا على سلامة المدنيين والأبرياء نطلب منهم إخلاء تلك المناطق".
وقال إنه تم تأكيد سقوط أحد الصواريخ في منزل ضابط رفيع المستوى في حي المزة 86 لم يؤكد مقتله بعد كما تم الإعلان أن أحد الصواريخ التي استهدفت المربع الأمني في كفرسوسة أصابت هدفها تماما كما سمعت أصوات سيارات الإسعاف تهرع إلى المنطقة أما الحصيلة المادية الأولية فكانت 5 سيارات أغلبها عسكرية ولم تصل أرقام دقيقة عن أعداد
القتلى والجرحى الذين يقدرون بالعشرات.
بدوره قال "أبو مالك" عضو المكتب الإعلامي للاتحاد في حديث خاص لعربي 21 إن العملية ستستمر عدة أيام وليست مقتصرة على يوم واحد كما أكد إطلاق 15 صاروخ من طراز كاتيوشا محلي الصنع يصل مداه لـ 6 كيلومترات في اليوم الأول من العملية مؤكدا أن نسبة الخطأ كانت ضئيلة جدا.
وفي الحديث عن احتمال إصابة المدنيين في هذه العملية أوضح أن البيان الأول قد صدر تحذيرا المدنيين لإخلاء المنطقة حرصا على حياتهم مؤكدا إخلاء مسؤوليتهم الشرعية والقانونية بالبيان الصادر، أما عن السؤال باحتمال تصعيد مقابل للنظام عقب العملية التي تعد اختراقا لقضبته الأمنية في دمشق فقد أفاد "أن النظام كان قد بدأ تصعيده قبل بدا العملية وسيستمر بعدها والدليل على ذلك المجازر المستمرة منذ 6 أيام في الغوطة الشرقية".
من جهة أخرى أفاد مكتب دمشق الإعلامي بسقوط عدة قذائف هاون من العيار الثقيل على مناطق مختلفة من العاصمة أصابت إحداها فرع فلسطين الأمني حسب شهود عيان في حين سقطت أخرى أمام مدرسة أبناء الشهداء بجانب تجمع كليات الهندسة الميكانيكية مشيرا إلى أن المنطقة تعتبر عسكرية تحوي العديد من الحواجز مؤكدا سقوط إحدى القذائف داخل أحد أبنية الجامعة. في حين وثق ناشطون سقوط 14 قتيلا في دمشق إضافة لعشرات الإصابات التي نقلت إلى مستشفيات العاصمة.