وصفت هيئة علماء المسلمين في
العراق القرار الأمريكي بتوجيه
ضربات جوية في شمال العراق، تحت ذريعة مساعدة وحماية الأقليات، بأنه تطور خطير وبداية لمتغيرات سيئة، وباب لتدخل عسكري وإعادة انتشار جديد لقوات الاحتلال الأمريكية وفقا لما أسمته بـ "اتفاقية الإذعان".
وقالت الهيئة في بيان لها أمس الأحد: "لقد سبق أن شجبنا المستجدات التي أرادت الانعطاف بالثورة نحو مناطق شمال العراق، واستنكرنا ما يقع بسبب ذلك من جرائم، وأكدنا أن الذي جرى ليس وارداً في حسابات ثوار العراق بكل عناوينهم المعروفة، وأنه سيولد مشاكل كثيرة، وسيؤدي إلى تأزيم الأمور، وفيه من الثغرات ما من شأنه إضاعة حقوق الشعب الثائر وخدمة الأهداف الطارئة التي ترمي إلى تمزيق وحدة العراق والنيل من نسيجه الاجتماعي".
وأعربت الهيئة عن أسفها الشديد لوجود من يتصرف في هذا البلد دون التفكير بالعواقب؛ ما أدى لحدوث مشكلات كبيرة قالت بأن الجميع سيدفعون ثمنها.
وأوضحت الهيئة أن التدخل الأجنبي الجديد في شؤون العراق سيدخل المنطقة في فوضى عارمة وانفاقا مظلمة، وسيعطي للدول الإقليمية، وفي مقدمتها إيران، الذرائع لتدخلات من شأنها تعزيز نزعات التطرف، والاندفاع بغرائز الثأر والانتقام، ما سيزيد المشهد العراقي تعقيداً، ومصير العراقيين جهالة وضبابية.
ولفتت الانتباه إلى أن المجتمع الدولي "لو كان جادا في الحفاظ على الأقليات لبحث عن وسائل أخرى تحقق له هذه الغاية دون التورط في إشعال المنطقة من جديد".
وشددت الهيئة على أن "الأخطاء الكارثية" التي ارتكبتها الإدارة الأمريكية بعد الاحتلال الذي قادته ضد العراق هي سبب كل ما يجري في هذا البلد الآن من تداعيات وتطورات مأساوية، كما قال البيان.