قال الأمين العام لحزب الله حسن
نصر الله، مساء الجمعة، إن تنظيم "الدولة الإسلامية (الشهير إعلاميا بداعش)" ارتكب المجازر بحق أهل السنة قبل غيرهم، معتبرا أن الولايات المتحدة الأمريكية "غضت النظر" عنه كي تستفيد من ظاهرته التي هي "تهديد جدي" للمنطقة.
وأضاف نصر الله في كلمة له في ذكرى "حرب تموز" عام 2006 على لبنان أن "تنظيم
داعش بات يسيطر على أجزء واسعة من سوريا والعراق، وسيسطر على النفط والأنهار وسدود رئيسية ولديه كميات كبيرة من السلاح والذخائر".
وأشار إلى أن "سلوك هذا التنظيم الذي هو ارتكاب المجازر وقتل الناس وحتى أبناء جلدته من جبهة النصرة وباقي حلفائه".
واعتبر أن هذا التنظيم قام بارتكاب مجازر بأهل السنة "لأن أهل السنة حسب التفسير العقائدي والفقهي هم كفار" حسب تعبيره، مشيرا إلى "حربه (التنظيم) الأخيرة على الأكراد والسنة والمسيحيين والأيزيديين".
واعتبر أن أمريكا "غضت النظر عن داعش كي تستفيد من ظاهرته"، ساخرا "من الذين اتهموا سوريا وإيران بأنهما وراء هذا التنظيم".
وتابع "بالتأكيد هم مخترقون سواء علموا أم لا"، داعيا اللبنانيين والفلسطينيين والسوريين وأهل الخليج إلى "التخلي عن العصبيات الطائفية والمذهبية والعداوات الشخصية، والتوقف أمام هذا الخطر الذي لا يستهدف الشيعة وحزب الله والمسيحيين والعلويين والأيزيديين والدروز والأباضيين فحسب وإنما أهل السنة بالدرجة الأولى".
وطالب بـ"مناقشة الخيارات تجاه هذا الخطر"، متهكما على "من يعتمد على المجتمع الدولي".
وأضاف الأمين العام لحزب الله قائلا إن "المجتمع الدولي لم يسأل، ولكنه تدخل عندما وصل خطر داعش إلى كردستان لما لها من وضع سياسي عند الغرب"، متوقفا "أمام استثناء أربيل من هذا الخطر لأسباب دولية".
واعتبر نصرالله "داعش تهديدا جديا لسوريا والعراق ولباقي الدول من السعودية إلى الأردن".
وفي الشأن اللبناني، رفض نصر الله اعتبار القرار الدولي رقم 1701 "هو الذي يمنع اسرائيل من الاعتداء على لبنان"، لافتا إلى أن قوات الطوارئ المنتشرة في جنوب لبنان "تحتاج إلى من يحميها".
وشدد على أن من حمى لبنان "هي معادلة المقاومة والجيش والشعب، وليس المظلة الدولية ولا القرار 1701 ولا المجتمع الدولي".
والقرار الأممي رقم 1701 أوقف آخر مواجهة وقعت بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله اللبناني خلال حرب يوليو/تموز 2006، والتي استمرت 34 يوماً.
وتضمن القرار زيادة عدد القوات الدولية العاملة في جنوب لبنان لحفظ السلام ومراقبة الوضع على حدود البلدين، ووضع ضوابط وآليات لمنع "الأعمال العسكرية" هناك.
ودعا نصرالله اللبنانيين إلى الإدراك أن مجتمعهم أمام "خطر وجودي"، مشيرا إلى أنه من أجل مواجهة هذا الخطر "يجب أن يكون لدينا جدية وتضحية وإخلاص وإبعاد الخلافات السياسية والطائفية، والبحث عن عناصر القوة وتجميعها لمواجهة الخطر".
ورحب بأي دعم للجيش اللبناني "ونحن نريد أن يحصل على سلاح حقيقي لأن الجيش والأجهزة الأمنية هم المعنيين بحماية الناس، وأن يكون هناك دعم شعبي ورسمي ودعم معنوي ومادي له".
وشدد نصرالله على أن الجيش اللبناني "ليس أداة" بيد حزب الله "بل هو جيشنا الوطني الذي يجب أن يدعم، والمنطق نفسه يطبق على كل القوى الأمنية، ويجب أن يكون له دعم وتسليح، وفي كل لحظة خطر كلنا مع الجيش والقوى الأمنية".
ودعا إلى "الحفاظ على الحكومة الحالية وعدم السماح بانفراط عقدها مهما كانت الأسباب والخلافات إلى حين انتخاب رئيس وإجراء انتخابات نيابية جديدة".
وفي موضوع النازحين السوريين في لبنان والذين تجاوز عددهم المليون ونصف المليون، لفت نصرالله إلى أنه "يجب التعاون مع النظام السوري من أجل معالجة هذا الملف ".