ذكرت مصادر عراقية مطلعة لـ"عربي21" معلومات مثيرة حول انشقاقات وقعت بين صفوف تنظيم الدولة الإسلامية في
العراق والشام "
داعش" خلال الأيام الماضية على خلفية ذبح الصحفي الأمريكي جيمس
فولي وتصوير المشهد ونشره .
وقالت تلك المصادر إن خلافا نشب بين قيادات التنظيم حول قرار ذبح الصحفي الأمريكي ردا على شن الطيران الأمريكي غارات جوية على سهل نينوى لحماية الإيزيديين العالقين بين جبال سنجار بعد تهجيرهم من قبل التنظيم .
ويرى المنشقون عن "الدولة الإسلامية" في العراق -وهم من الأغلبية السورية- أن كلمة الرئيس الأمريكي باراك أوباما الأخيرة التي وُجهت لداعش بعد ذبح الصحفي لم تكن موجَّهة ضد عموم التنظيم في
سوريا والعراق، بل وُجهت خصيصا لمنفذي العملية، وبما أنهم كانوا من رافضي هذه العملية التي اعتبروها تشويها للجهاد السوري وخدمة للنظام، فقد اتخذوا قرار الانشقاق.
وبدأ الخلاف داخل تنظيم الدولة بين القيادات السورية مع القيادة العراقية حول السياسة التي ينتهجها العراقيون في التنظيم، حيث يرى السوريون أن الأولوية الرئيسية للتنظيم يجب أن تكون إسقاط النظام السوري ونصرة الثورة السورية.
كما يعتقد السوريون أن "داعش" بدأت تفقد حواضنها الشعبية في المحافظات السورية التي تحررت من قبضة النظام بسبب السياسات التعسفية التي تطبق باسم الشريعة، كما حدث مع تجربة الدولة الإسلامية في مناطق الأنبار سابقا قبل سنوات.
وأشارت المصادر نفسها لـ"عربي 21" بأن هذه الانشقاقات لن تكون الأخيرة، وأنها سوف تزداد في الأيام القادمة، وسوف تظهر الكثير من الخلافات بين السوريين والعراقيين في "داعش" بشكل جلي على الساحتين العراقية والسورية، الأمر الذي سينعكس مباشرة على مسار الثورة السورية مستقبلا.
"عربي21" نقل هذه الأنباء إلى مصدر خليجي متعاطف مع تنظيم الدولة، والذي نفى بدوره صحتها، مشيرا إلى أنها محاولة لإثارة النعرات بين القيادات السورية والعراقية في التنظيم.