تظاهر عشرات النشطاء في مجال حقوق الحيوان وأعضاء نادي الجزيرة بالقاهرة مساء الثلاثاء، احتجاجا على قتل عدد كبير من
القطط داخل النادي.
وجاءت الدعوة للتظاهرة بعدما تداول مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي صورا لقطط مقتولة بالسم تعرضت أيضا للضرب حتى لا تزعج أعضاء النادي وهم من الأثرياء المؤيدين للانقلاب.
وطالب المتظاهرون بتفعيل القانون ومحاكمة منفذي "المذبحة"، وحملوا لافتات منددة بالواقعة من بينها: "أوقفوا قتل القطط"، و"من لا يرحم لا يُرحم"، و"امرأة دخلت النار في هرة ورجل دخل الجنة في كلب".
ازدواجية المعايير
لكن كثيرين في
مصر استنكروا ما وصفوه بـ "التعاطف المصطنع" مع القطط من أعضاء النادي المعروفين بدعمهم للنقلاب وتأييدهم لقتل آلاف الأبرياء من المتظاهرين السلميين في مذابح متتالية منذ أكثر من عام.
وعبر كثيرون عن تعجبهم من هذه
المظاهرة، من خلال تعليقاتهم على هاشتاج: #احتجاج_على_مذبحة_نادي_الجزيرة.
وكتب "شادي خليل": "أعضاء نادي الجزيرة قالبين الدنيا عشان الإدارة قتلت القطط، وهم نفسهم أيام فض رابعة كانوا بيحتفلوا ويغنوا تسلم الأيادي".
وفي إسقاط على "مذبحة رابعة" كتب "أحمد عبد العزيز": "بيقولوا إن القطط هي اللي قتلت نفسها، ودفنت الجثث تحت منصة نادي الجزيرة".
وسخرت "سارة الشريف" من موافقة وزارة الداخلية على المظاهرة وقيامها بتأمينها أيضا فكتبت: "الداخلية وافقت على الوقفة وهتأمنها كمان، يا خواتي على العسل".
وتعجب "إسلام الجاويش" من الحزن المبالغ فيه على مقتل القطط فقال: "هو من امتى الناس في مصر بتزعل على البشر لما حتزعل على القطط؟".
وكتب الناشط الحقوقي "هيثم أبوخليل" عبر "فيسبوك": "فين الوقفات دي والعسكر بيذبح المصريبن في عشرات المجازر والقتل مستمر للآن، لسه يوم الجمعة الماضي أم مصرية اسمها زينب استشهدت برصاص العسكر وجوزها استشهد قبلها في فض رابعة وتركوا بنت اسمها روان عندها 9 سنين، مش ممكن هنا برضه شوية هتاف ليها بالرحمة، طيب فين هتافاتكم وغزة كانت بتضرب بقنابل محرمة قتلت مئات الأطفال؟ هو انتم ليه مصممين إنكم شعب وإحنا شعب، والله إحنا بني آدميين ومصريين زيكم، وذنب قتل قطة عظيم، لكن ذنب وحرمة بني آدم أعظم وأكبر حتى من بيت الله الحرام".
صدمة حضارية!
وقالت "هدى محمود"، إحدى منظمات المظاهرة، إنهم يطالبون بمحاكمة عادلة لإدارة نادي الجزيرة، مشيرة إلى أنهم بعد تشريح جثث القطط "تبين أنها مقتولة بطريقة وحشية لأنهم استخدموا سما محرما دوليا في قتل الحيوانات التي لا ذنب لها".
وأوضحت - في تصريحات صحفية أثناء الوقفة - بأنه لا يوجد حصر دقيق بعدد القطط المقتولة، مضيفة أنه على الدولة تفعيل القانون والدستور الذي ينص على حماية الحيوانات حيث استعانت إدارة النادي بـ"بلطجية" لقتل القطط داخل النادي.
من جانبها، قالت "دينا ذو الفقار" الناشطة في مجال حقوق الحيوان، إن "ما حدث في نادي الجزيرة يمثل صدمة حضارية للمجتمع المصري، لأنه من المفترض أن أعضاء هذا النادي هم صفوة المجتمع لكنهم خذلونا جميعا".
وأضافت "ذو الفقار" - في مداخلة هاتفية مع قناة "الحياة" - أن التعامل مع القطط كان تعاملا بربريا حيث تم وضع السم في الطعام لتأكل منه ثم قاموا بعدها بضربها بالعصي لتكسير عظامها، مشيرة إلى أن جميع الأديان تدعو إلى الرحمة.
وأوضحت أن النادي به مطاعم تقوم بشي اللحوم، ومن الطبيعي أن تقترب القطط من المكان، وكان من المفترض إطعامها من باب الرحمة وليس قتلها بهذا الشكل البشع.
وقالت "منى خليل" رئيسة جمعية "إسما" للرفق بالحيوان، إن النادي استعان بشخص يدّعى أنه "صائد حيوانات" لوضع سم في أرجاء النادي لقتل القطط، وناشدت الداخلية منع تكرار هذه المذبحة مرة أخرى، ومحاسبة المسؤولين عنها.
وأضافت "خليل" في مداخلة هاتفية مع قناة "أون تي في"، الثلاثاء أن "قتل القطط سينعكس بالسلب على المصريين قريبا، لأن الله خلق كل شيء بمقدار ووضع موازين الدنيا، واللعب في تلك الموازين سيعود علينا جميعًا بالضرر".
وقالت "أسماء محفوظ" الناشطة السياسية فى تغريدة لها عبر "تويتر": "مصدومة من اللي حصل في نادي الجزيرة ومن الوحشية اللي وصلنا لها، وبلدنا بقت بتقتل البني آدمين والأطفال والقطط، كل شيء بقى مستباح".
وكتبت "دينا": "ضد قتل الحيوانات داخل النادي، الحيوانات مالهاش صوت تعترض على الظلم.. هاكون أنا صوتها".
وقال "شريف سعد": "لما تلاقي أطفال الشوارع بيعاملوا القطط بمنتهى الرحمة وتلاقي نادي الجزيرة بيقتلهم تعرف للمرة المليون إن الجهل والفقر شماعة مش أكتر".
وتابع "البحيري": "نادي الجزيرة عمل مجزرة للقطط بمعنى الكلمة، أنا حاسس إني بفقد إنسانيتي تدريجيا من مجازر لبني آدمين لمجازر لمخلوقات بريئة".
وتساءل "نوري": "يعني في حقوق الإنسان فشلة وفي حقوق الحيوان فشلة؟ إحنا قاعدين في سلخانة".
وعلقت "خلود نوفل" قائلة: "الحياة في مصر بقت عذاب، ريحة الدم في كل حتة حتى القطط مرحموهاش".