كشف الكاتب الإسرائيلي جدعون ليفي في مقاله "وجه الجيش الإسرائيلي الحقيقي" الأحد، عن المعاملة الوحشية التي عامل بها
جيش الاحتلال المدنيين الفلسطينيين الأبرياء في الضفة، على الرغم من عدم نشوب انتفاضة فيها أو حرب أو إرهاب.
ويروي ليفي في مقاله المنشور في "هآرتس"، أن جنديا إسرائيليا كان يقود جيبا عسكريا مدرعا، أطلق الرصاص الحي على ظهر الطفل خليل عناتي من مخيم "الفوار" للاجئين الفلسطينيين جنوب
الضفة الغربية حينما كان راجعا إلى بيته فقتله، وكان في العاشرة من عمره حين موته.
ويضيف أن الشاب محمد القطري كان لاعب كرة قدم واعدا من مخيم "الأمعري" للاجئين الفلسطينيين قرب رام الله، فأطلق جندي الرصاص الحي عليه من مسافة بضع عشرات الأمتار خلال مظاهرة تعترض على الحرب في
غزة، وقتله، وكان في التاسعة عشرة من عمره حين موته.
ويذكر أن هاشم أبو ماريا كان عاملا اجتماعيا من "بيت أُمر"، كان يعمل في "الجمعية الدولية لحقوق الطفل"، وكان يشارك في مظاهرة على الحرب في غزة لحماية
الأطفال ومنعهم من رشق الحجارة، فأطلق عليه قناص من الجيش الإسرائيلي النار من شرفة بيت من بعيد وقتله، وكان في الـ 45 من عمره حين موته ووالدا لثلاثة، وفي تلك المظاهرة نفسها قتل الجنود متظاهرين آخرين>
ويعلق ليفي بأن أولئك الأشخاص أصيبوا مع كثيرين آخرين برصاص الجيش الإسرائيلي، بعيدا عن ميادين القتال في غزة.
واستنادا إلى معطيات "مكتب تنسيق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية- OCHA" يلفت الكاتب إلى أن جيش الاحتلال قتل خلال أيام الحرب في غزة عشرين بالغا وثلاثة أطفال في الضفة، وجرح الجنود 2218 شخصا، 38 بالمئة منهم برصاص حي، وهذا عدد كبير على وجه خاص (قياسا بـ 14 بالمئة في النصف الأول من 2014 و4 بالمئة في 2013).
ويوضح أنه "لم يكن أحد من القتلى يعرض حياة الجنود للخطر حقا، ولم يكن أحد منهم مسلحا أو مستحقا للموت، بل إن الحرب في غزة هي التي أحلت دمهم. وأباح جنود الجيش الإسرائيلي لأنفسهم في ظلها أن يستعملوا النار الحية لتفريق
المظاهرات وتصفية الحسابات مع راشقي الحجارة والزجاجات الحارقة، ولعقاب متظاهرين، ومنهم أطفال".
ويقول، إنها "حياة الاحتلال المعتادة، وليست تلك معطيات غزة فلا سبيل للمقارنة.. لكن هذه المعطيات على الخصوص تكشف عن وجه الجيش الإسرائيلي الحقيقي وعن سلوكه الدائم مع الفلسطينيين وعن نظرته المستهينة دائما في الأساس لحياتهم وموتهم".
ويضيف أنه "لم تنشب حرب في الضفة ولم يواجه الجنود كتائب عز الدين القسام ولا أنفاقا ولا قذائف صاروخية ولا متفجرات ولا قناصين.. فانظروا كيف قتلوا وجرحوا وكيف استعملوا النار الحية على متظاهرين شباب وعلى أطفال أيضا، وكيف أودوا بحياة لاعب كرة قدم وعده رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم قبل ذلك ببضعة أسابيع بمستقبل زاهر، وبحياة ابن لاجئين في العاشرة من عمره وبحياة عامل اجتماعي بريء من كل ذنب".
وأكد أنه "لن تنشأ لجنة تحقيق دولية للتحقيق بجرائم الضفة، فلا داعي لإعداد ذرائع وكتابة تقارير وتجنيد محامين، لكن هذه الصغائر خاصة يجب أن تقلق. فهنا لا توجد حرب بل لا يكاد يوجد إرهاب، بل مظاهرات غاضبة لمن يصيبهم مصير إخوتهم في غزة بالجنون، وكيف يمكن ألا يكون ذلك.. وانظروا كيف يعاملهم الجنود".
ويسجل ليفي في خاتمة تقريره أنه "هكذا يتصرف جيش الشعب الذي يُحمل جنوده على راحات الأيدي مرة أخرى الآن. يمكن بالطبع أن نتفهم بل أن نُجل حب الشعب لجنوده، لكن يجب أيضا أن نتذكر ما يفعله أولئك الجنود في أثناء خدمتهم العسكرية المعتادة يوما بعد يوم وسنة بعد سنة".