ضمن جهود الحكومة البريطانية لحشد الدعم ضد مشاركة الشبان المسلمين في القتال في
سوريا، ومحاولتها لتثبيط عزم من يرغب منهم بالسفر، حشدت دعم قادة دينيين ومسؤولين مسلمين لشجب تنظيم "الدولة الإسلامية" وممارساته ضد المسلمين وغير المسلمين في
العراق وسوريا.
وقامت شخصيات دينية بعضها محسوب على الحكومة، وآخر على جماعات صوفية، بإصدار أول
فتوى تحظر على المسلمين المشاركة في التنظيم "القمعي والمستبد"
داعش، على حد قولهم.
ودعت الفتوى المسلمين لشجب ومعارضة "الأيديولوجية السامة" للتنظيم، خاصة عندما يتم الترويج لها في
بريطانيا.
وصدرت الفتوى في الوقت الذي رفعت فيه الحكومة البريطانية من مستوى التهديد الأمني القادم من "داعش" تحسبا لهجمات محتملة.
وأعلن مسؤولون بريطانيون بارزون أن رئيس الوزراء، ديفيد كاميرون سيعلن، الاثنين، عن قوانين تمنع البريطانيين الذين قاتلوا في سوريا والعراق من الرجوع لبريطانيا، كما وسيتم تجريد الشبان الذين ثبتت مشاركتهم في القتال هناك من جوازات سفرهم.
وتقول صحيفة "صاندي تايمز" إنه تم إصدار الفتوى بعد الانتقاد الذي وجه للقادة الدينيين بأنهم لم يعملوا بما فيه الكفاية لشجب أفعال الشبان "الجهاديين" البريطانيين، ومن يرغب منهم بالسفر إلى سوريا والعراق أو من يدعم أيديولوجية تنظيم "داعش" الجهادية.
وجاء في الفتوى أن على المسلمين "واجب أخلاقي" لمساعدة الشعب السوري، ولكن دون "خيانة مجتمعاتهم".
وأضافت أن "البريطانيين، وغيرهم من أبناء الاتحاد الأوروبي مرتبطون حسب العقيدة والفقه الإسلامي ببلدانهم، وعليه يحرم عليهم السفر لأي جزء من أجزاء سوريا".
وكتب الفتوى الشيخ أسامة حسن، وهو إمام سابق لمسجد التوحيد في شرق لندن، ويعمل حاليا في مؤسسة قويليام المرتبطة بالحكومة، وهو نجل الشيخ صهيب حسن أحد قادة السلفية في بريطانيا.
ووقّع على الفتوى شيوخ من ليدز وليستر وبيرمنجهام ومانشستر. ومنهم السكرتير العام لـ"إسلاميك ميشن" شيخ قمر الزمان أعظمي، وشيخ مولانا شاهد رضا، من مجلس الشريعة في لندن وإمام مسجد ليستر.
ويقول مولانا رضا إن الفتوى "مهمة جدا، وتحظى بدعم علماء من مدارس ومذاهب مختلفة، ولهذا فهي تحمل ثقلا كبيرا، وآمل أن يستمع أبناؤنا الشباب لما نحاول أن نقوله في البيان، وستعمل الفتوى على خلق جو أحسن وسلامة وأمن".
ويقول المفتي عبدالقادر بركة الله، وهو عضو في مجلس الشريعة ويدعم الفتوى، إنها مهمة كي تسمح للشبان البريطانيين المسلمين للسفر إلى سوريا والعمل في المجال الإنساني.
وقال: "نعارض داعش وأي شخص يدعمه يعرف موقفنا"، مشيرا إلى أن القتال لن يزيد إلا من مفاقمة وزيادة المعاناة.
وعبّر وزير الداخلية السابق في حكومة العمال، جاك سترو، والذي يمثل منطقة انتخابية تعيش فيها غالبية مسلمة عن ترحيبه بالفتوى، وقال: "البربرية التي يمثلها داعش ومن لف لفه تتعارض مع الإسلام، ومن المهم أن يعبر قادة الدين عن رأيهم ويشجبوا كفره".
وعلّقت البارونة وارسي التي كانت وزيرة للشؤون الخارجية في حكومة الائتلاف قبل استقالتها، الشهر الماضي، احتجاجا على حرب غزة، قائلة: "هؤلاء رموز مهمون، وأرحب بهذا الإعلان، والدولة الإسلامية لا هي دولة ولا إسلامية، وأعبر عن صدى كلام هؤلاء القادة الدينيون".
ووقّع على الفتوى أيضا رئيس الجمعية الإسلامية البريطانية، بول صلاح الدين أرمسترونغ، و إمام مسجد مكة في مدينة ليدز، الدكتور قاري محمد عاصم، ومؤسس المجلس الإسلامي للمملكة المتحدة، مفتي أبو الليث.