كشف موقع "ديلي بيست" عن الدور الذي تقوم به القوات الأمريكية الخاصة. في الوقت الذي تنفي فيه وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) أي دور لها على الأرض. ونقل الموقع عن شهود عيان ومسؤولين أكراد تأكيدهم غير هذا.
وجاء في التقرير أنه "ظل دور القوات الأمريكية الخاصة أمرا مخفيا، حتى في الوقت الذي بدأت فيه القوات الأمريكية بتوسيع غاراتها الجوية. ومع تزايد الدفع باتجاه الدولة الإسلامية –
داعش، تظهر القوات الخاصة على ما يبدو من الظلال، ففي معركة دعمتها الغارات الجوية الأمريكية وشاركت فيها قوات
البيشمركة استهدفت مواقع استراتيجية لداعش في بلدة
زمار".
وتقدم مشاهد من المعركة صورة أولية، ولكنها مهمة، عن الدور المتطور للقوات الأمريكية الخاصة على الأرض في
العراق.
وكانت القوات الكردية تسيطر على زمار، ولكنها خسرتها أمام مقاتلي داعش في بداية آب/ أغسطس، وهو ما دفع عشرات الآلاف من الإيزيديين إلى الفرار نحو جبل سنجار. ومع تقدم قوات داعش وتراجع القوات الكردية، قرر الرئيس أوباما توسيع العمليات العسكرية، وأصدر أوامره بشن غارات في شمال العراق. وتركت الغارات أثرا واضحا أجبر داعش على التراجع، وسمح للقوات الكردية والعراقية باستعادة مناطق. وأعطت الغارات دفعة معنوية كبيرة للقوى المعادية لداعش حيث استطاعت استعادة زمام المبادرة.
وقال الموقع إن قوات البيشمركة احتشدت بالألوف حول المداخل الشمالية لزمار، وتم وضع المعدات ومنصات إطلاق الصواريخ للهجوم على البلدة.
ونقل الموقع عن مسؤولين أكراد أنهم يستخدمون الأسلحة التي قدمتها دول أجنبية لهم، بما فيها الولايات المتحدة وألمانيا.
ومع بدء شروق شمس يوم الاثنين، الأول من أيلول/ سبتمبر، فقد احتشدت شاحنات وعربات عسكرية على الطريق السريع غرب إربيل، عاصمة الإقليم حيث اتجهت نحو زمار. وشاهد مراسل الموقع أعدادا كبيرة من مقاتلي البيشمركة. وفي الاتجاه المعاكس، كانت هناك أعداد كبيرة من اللاجئين العراقيين الذين فروا من القتال. ونقل عن لاجئ من زمار اسمه حسار، أن "القتال شديد، ونحاول البحث عن ملجأ".
ويضيف أن المعركة بدأت في الساعات الأولى من الصباح، بعد شن الطائرات الأمريكية غارات على مواقع لداعش حول زمار. وبعد توقف سقوط القنابل بفترة قصيرة بدأت وحدات من المدرعات بالتقدم. وأشارت التقارير الأولية إلى أن قوات البيشمركة تتقدم، لكن الوضع تغير عندما بدأت قنابل الهاون والصواريخ بالانهمار عليها.
بعيدا عن ساحة المعركة وفي آخر نقطة تفتيش تبعد مسافة خمس دقائق من الموقع الذي وقف فيه مراسل "ديلي بيست"، وصلت أنباء من الفريق الأمني الكردي بأن القتال على الجبهة لن يكون سهلا، فلم تتكثف المواجهات بين الطرفين، ولكن داعش قام بتعزيز قواته بمقاتلين من سوريا في الليل. وفي انتظار نقل المراسل ومن معه، تعرض الضابط الأمني الذي كان في طريقه لنقلهما لكمين نصبه داعش نجا منه ولكنّ مساعديه قتلا فيه، وهو ما دفع القوات الكردية إلى فتح جبهتين في الشمال الشرقي والشمال الغربي في محاولة لتطويق قوات داعش.
ويقول المراسل: "قررت أنا ومن رافقني من الأكراد الوصول لساحة المعركة من الجانب الغربي لسد الموصل، السد الاستراتيجي الذي سيطر عليه داعش قبل أن تفتح الغارات الأمريكية الباب أمام البيشمركة لاستعادته".
ويضيف أنه "في حدود الساعة العاشرة صباحا أوقف البيشمركة تقدمنا. ونظرا لأن الوضع كان يتغير بشكل سريع، طلبنا من العناصر الأمنية الكردية التي كانت ترافقنا إخبارنا عما يجري في ساحة المعركة، فكانت إجابتهم "لا ندري.. وصلتنا أخبار أننا لا نستطيع التقدم أماما. ولهذا، تمت مقابلة مطالبنا المتكررة بنفس الجواب الحاسم، أننا لا نستطيع التقدم للأمام".
وأشار إلى أنه "نظرا لأننا وجدنا أنفسنا عالقين في مكان مفتوح دون معرفة ما يجري على الأرض، فقد قمنا بالاتصال بمسؤولين كبار في وزارة البيشمركة، في إربيل وفي زمار. وقال مسؤول كبير في الحكومة: "نعم، نريد السماح لكم بالقدوم، ولكننا لا نستطيع"، مضيفا أنه "معنا زوار وسترونهم". وفي محاولتنا لفك شيفرة كلام المسؤول رأينا عددا من سيارات التويوتا المصفحة وهي تنطلق من الجبال ومرت على بعد قدم من حيث كنا نقف، وكانت السيارات تحمل ما بدوا وكأنهم رجال ملتحون بملامح غربية من القوات الخاصة. وراقبت الشاحنات وهي تمر بجانبنا وشاهدت بنفسي الفريق الذي كان فيها. ولم يكونوا يرتدون ملابس تحمل شعار دولة بعينها، ولكن ملامحهم غربية وتطابق كل ملامح جنود القوات الخاصة الأمريكية".
ويروي أنه "عندما اتصلنا مع الأجهزة الأمنية الكردية وقيادة البيشمركة أكدت ما شاهدناه، وأجاب أحد القادة: نعم، القوات الأمريكية والألمانية تعمل على الأرض هنا وهي تساعد في الهجوم". لكن وزارة الدفاع الأمريكية أكدت يوم الاثنين أنه "ليست هناك قوات خاصة في زمار"، بحسب الكابتن ريك هوبت، المتحدث باسم القيادة المركزية التي تشرف على العمليات في الشرق الأوسط،. ونفى أن تكون القوات الأمريكية تشارك في العمليات، ولكنه أكد أن المقاتلات الأمريكية "شنت غارة واحدة دمرت فيها عددا من العربات العسكرية في محيط زمار".
ووفقا للموقع، فإن "المسؤولين الأكراد قدموا رواية مختلفة، وقال مسؤولون كبار في القوات الكردية وأجهزة الأمن، إن فرقة من القوات الأمريكية الخاصة كانت على الأرض في زمار إلى جانب عدد من نظرائهم الألمان، وعملوا بالتنسيق مع البيشمركة. وبحسب المصادر الكردية اتخذت القوات الخاصة الأمريكية والألمانية مواقعها حول زمار بشكل سمح لهم بالتنسيق مع المقاتلات الأمريكية".
ويتساءل كاتب التقرير عما "إذا كانت القوات الأمريكية ما زالت ناشطة في القتال قرب زمار كما فعلت يوم الاثنين. وكما صرحت المصادر الكردية، فإن هذا يعتبر تحولا مهما في السياسة الأمريكية، حتى مع محاولة الرئيس باراك أوباما التورط عسكريا في العراق. فالمهمة على ما يبدو تتوسع بشكل تدريجي. وقد بدأت الغارات الجوية الأمريكية لفك الحصار عن الإيزيديين ومنع داعش من ضرب الأمريكيين في إربيل، ولكنها تطورت لدعم القوات العراقية والكردية في قتالها ضد داعش".
ويختم التقرير بالقول، إن الأكراد بعد هذه الانتصارات سيواصلون التقدم واستعادة مناطق من داعش، ولكن شيئا ما تغير في العراق منذ دخول الولايات المتحدة، قد تكون الغارات الجوية أو مشاركة القوات الخاصة؟