أطلقت إحدى فصائل المعارضة سراح نائب رئيس "الهيئة العامة للشباب والرياضة" المعارضة، وهو بطل الجمهورية في كمال الأجسام، الناشط معروف سبسبي، وذلك في اليوم التالي لاعتقاله بتهمة "الاشتباه بالكفر"، بعدما نشر صورة على صفحته الشخصية في "فيسبوك"، اقترح فيها ترشيح نفسه للخلافة عوضا عن زعيم "تنظيم الدولة" (
داعش) أبو بكر
البغدادي.
وأكد ناشطون لـ"عربي 21" أن إحدى فصائل المعارضة التي تتبنى طريقة "داعش" وآلية الفكر الأمني للقوات الحكومية قامت في سابقة جديدة من نوعها في مدينة
حلب وبعد خروج تنظيم "الدولة الإسلامية" منها منذ ما يقارب من تسعة أشهر باعتقال ناشط مدني بتهمة "الاشتباه بالكفر"، على حد قولهم.
ولقي الناشط سبسبي بعد استهزائه بزعيم "تنظيم الدولة" بطريقة تهكمية استهجانا في "فيسبوك" بسبب ما نشره، حيث اتهمه بعض المعلقين على الصورة بـ"الكفر".
وبحسب الناشطين فإن "من سوء حظ سبسبي أن نائب قائد لواء حلب المدينة الإسلامي، المدعو أبو الحسنين، شاهد هذه التعليقات، فأرسل سبعة من عناصره إلى مكان وجوده، حيث قاموا باعتقاله بتهمة الكفر".
بعدها أعلن كل من أبو الحسنين وأبو وليد وعموري الذين هاجموه على "فيسبوك"، أنهم قاموا باعتقاله فعلا.
وهذه ليست المرة الأولى التي يقوم فيها المدعو أبو الحسنين باعتقال ناشطين، حيث اعتقل مسبقا الناشطة مرسيل شحوارو منذ أشهر بتهمة "عدم ارتدائها للحجاب داخل الأراضي التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة في حلب"، ولكنه أفرج عنها بعد إجبارها على ارتداء الحجاب، وقدم حينها المكتب السياسي لجيش المجاهدين اعتذارا خطيا لها بسبب تصرف أبو الحسنين.
وأكد الناشطون أنه تم الإفراج عن الناشط سبسبي، في اليوم التالي لاعتقاله بعد إجباره على تقديم اعتذار "للأمة الإسلامية"، وهو ما فعله الناشط على صفحته الشخصية في "فيسبوك".
وروى سبسبي قصة اعتقاله، بعد أن كتب المنشور، حيث قال إنه تنبه إلى أن فيه "شيء من الكفر"، فقام بحذف المنشور على الفور، لكن تم القبض عليه فيما بعد.
وأوضح أنه اقتيد إلى مقر لواء حلب المدينة الإسلامي، وسأله العناصر هناك عن عمله، فأجابهم بأنه يعمل لدى مجلس ثوار بستان القصر، "حينها لم أعرف بأن هذه الكلمة سأدفع ثمنها بالضرب والإهانة من العناصر الذين اتهموا ثوار الحي بالعلمانية"، على حد قوله.
ومن جهته، قال الناشط عروة قنواتي لـ"عربي 21"، إن كثيرا من الفصائل العسكرية تحاول فرض سيطرتها على المدنيين بقوة السلاح، وهي تتذرع بـ"شرع الله" في كل قضية، و"هذه مشكلة"، فبينما يعتقل سبسبي الناشط "الدرويش" غير المسنود من أي كتيبة بسبب منشور على "فيسبوك"، تسرق معامل ومستودعات وورشات حلب "وعلى عينك يا تاجر"، مضيفا أن "القضاء الذي يضعه مسلحون سيبقى يستعبد البشر بالقوة".
يشار إلى أن أكثر تهم النظام الموجهة ضد الناشطين المعارضين كانت "التحريض على التظاهر عن طريق فيسبوك"، في حين قام "تنظيم الدولة" الذي تقاد ضده في هذه الأيام تحالفات دولية، باعتقال وترهيب الكثير من الناشطين بسبب منشورات كانوا قد كتبوها على صفحاتهم الشخصية في موقع التواصل الاجتماعي، وفق ما أفاد به ناشطون.