داخل مدينة
حلب أخطر مدينة في العالم، قام مجموعة من الناشطين يسمون أنفسهم "فرقة طريق الخبز" بعرض مسرحي هو الأوّل من نوعه في الداخل السوري، وعلى الرغم من بساطة التجهيزات وموقع مكان العرض المحاط بأبنية مدمرة بالكامل، إلا أن الفريق استطاع أن يؤثر في الحاضرين فأبكاهم وأضحكهم وعلت التصفيقات أكثر من مرة.
العرض المسرحي "دكاكين"، الذي عبر عنوانه عن مضمونه، استعرض الحالة التي وصلت إليها
الثورة السورية، إذ تحولت خمسة شخصيات من تبعيتها للقوات الحكومية إلى المعارضة بتغيير الأعلام فقط.
ويؤكّد مخرج وكاتب العمل "سلمان"، بأن الثورة تأخّرت في إنتاج مسرح أو
أدب ثوري على عكس جميع الثورات في العالم، مشيرا إلى أن السبب عائد إلى تدجين الفن وتغييب الناس لستين عام في
سوريا عن الإبداع الحقيقي "بعيداً عن الحزب الواحد والقائد المفدّى".
ويضيف بأن العمل واجه صعوبات جمّة حتى رأى النور فالفريق كان مصرّاً على عدم تلقي دعم خارجي من أية جهةٍ كانت، ويؤكد بأن كل ما يولد على الأرض يعبّر عن الواقع وينجح ويستمرّ.
أما "محمود زعزع" أحد الذين شاهدوا العمل، يعتقد أن العرض كان جميلاً جداً ويلامس الواقع وقد أثّر بالجمهور، وهذه المرة الأولى التي يقدّم فيها مثل هذا العرض المسرحي التفاعلي فهو يختلف عن ما تقدمه القنوات التلفزيونية والإذاعية وصفحات الإنترنت.
وأكد أن هذا العمل يتميز بالجرأة والحرية والواقعية في الطرح بعيداً عن الخوف والموافقات الأمنية، إذ كان المسرح لا يختلف عن "الكليشيهات" التي كانت تقدّم في الصحف اليومية التابعة للنظام والتي تعمل على طمس الإبداع والفكر الحر.
ساعة واحدة كانت مدة العرض، وبعد انتهاءه اعتلت الهتافات في الصالة وحمل الممثلون مخرج العمل على أكتافهم دلالة على شعورهم بالنصر والتفوق على الظروف القاهرة.
يذكر أن الجمهور كان مضطراً لالتزام الصمت الكامل طوال مدة العرض، ولم يستخدم الممثلون مكبرات الصوت -التي لم يستطيعوا تأمينها- فاضطروا بالكثير من الأحيان إلى الصراخ ليصل صوتهم إلى جميع الحاضرين.