أبلغت
السعودية أكبر بلد مصدر للنفط في العالم منظمة "
أوبك" أنها خفضت إنتاجها من الخام في آب/ أغسطس بمقدار 400 ألف برميل يوميا، وذلك بالتزامن مع تراجع الأسعار صوب مستوى 100 دولار للبرميل الذي تفضله المملكة.
وقالت منظمة البلدان المصدرة للبترول في تقرير شهري صدر الأربعاء، إن السعودية أبلغتها بإنتاج 9.597 مليون برميل يوميا في آب/ أغسطس انخفاضا من 10.005 مليون برميل يوميا في تموز/ يوليو.
وكان خام "برنت" نزل عن 100 دولار للبرميل، الاثنين، للمرة الأولى في 14 شهرا.
وأثار الانخفاض المطرد في أسعار
النفط تساؤلات، عما إذا كانت السعودية صاحبة أكبر فائض في الطاقة الإنتاجية في العالم ستخفض الإنتاج.
وعززت الرياض بدعم من الكويت والإمارات العربية المتحدة المعروض بشكل غير رسمي لتغطية النقص الناجم عن انقطاعات اضطرارية في إنتاج دول أخرى أعضاء بمنظمة "أوبك" خلال الأشهر الأخيرة ومن بينها ليبيا التي يتعافى فيها الإنتاج حاليا.
وأبلغت السعودية عن خفض إنتاجها في آب/ أغسطس، لكن بعض المحللين أشاروا إلى أن إنتاج المملكة ينخفض في الغالب حين يقل معدل الاستخدام المحلي لأجهزة تكييف الهواء عن ذورته في موسم الصيف، وأن تراجع الإنتاج لا يعني بالضرورة انخفاض الصادرات.
وقال المحلل بوكالة الطاقة السويدية، صامويل سيسزوك: "أعتقد أننا على يقين تام بأن السعوديين يخفضون (الإنتاج)... لكن ربما تراجع استهلاك الخام قليلا، وأنا أشك في أنهم قلصوا الصادرات بواقع 400 ألف برميل يوميا".
ولم تبد "أوبك" حتى الآن أي قلق من انخفاض أسعار الخام، حيث تتوقع أن يكون هذا التراجع مؤقتا.
وقالت محافظة الكويت في منظمة "أوبك"، نوال الفزيع، الأربعاء، إنها تتوقع ارتفاع الأسعار مجددا والمحافظة على مستوى 100 دولار للبرميل.
وتنشر المنظمة أيضا بيانات الإنتاج من مصادر ثانوية، وهو أمر يرجع إلى خلافات سابقة على بيانات الإنتاج التي تصدرها كل دولة.
وتشير بيانات المصادر الثانوية إلى أن السعودية خفضت إنتاجها بواقع 55 ألف برميل يوميا إلى 9.86 مليون برميل يوميا في آب/ أغسطس، لكن إجمالي إنتاج "أوبك" ارتفع إلى 30.35 مليون برميل يوميا، نظرا لتعافي الإنتاج في ليبيا وارتفاع صادرات أنغولا.
وخفضت "أوبك" في التقرير توقعها لنمو الطلب العالمي على النفط في عام 2014، وذلك للشهر الثالث على التوالي، وقلصت أيضا تقديرها للطلب على إنتاج الدول الأعضاء.
وتتوقع "أوبك" الآن ارتفاع الطلب العالمي على النفط هذا العام 1.05 مليون برميل يوميا، أو ما يقل 50 ألف برميل يوميا عن التقدير السابق.
ومن المتوقع أن ينمو الطلب بوتيرة أسرع قليلا في 2015، لكن المنظمة قلصت توقعها للعام القادم بواقع 20 ألف برميل يوميا.
ومن المقرر أن تعقد "أوبك" اجتماعها القادم لمراجعة سياسة الإنتاج في تشرين الثاني/ نوفمبر.
وقل اهتمام التجار بهذه الاجتماعات في السنوات الأخيرة نظرا لأنها لم تغير مستوى الإنتاج الرسمي المستهدف للمنظمة البالغ 30 مليون برميل يوميا.