شهدت الشهور الأخيرة في
سوريا ازديادا واضحا في أعداد المقاتلين المنضمين لتنظيم
القاعدة المتمثل في "جبهة النصرة"، وكذلك المنضمين إلى "تنظيم الدولة" بشكل أكبر، وهو التنظيم المتفرد بفكره المغالي والمتميز بتمدده في أراضي العراق والشام.
يتحدث المقاتل (أحمد) لـ"عربي 21" عن سبب تركه لفصيله الذي كان يقاتل في صفوفه وانضمامه لجبهة النصرة قائلا إن "ضياع تنظيم الفصيل والهيكلية الإدارية الواضحة وتغييب الكفاءات كان أهم أسباب انضمامي للنصرة التي أرى فيها تنظيما متماسكا وأداء ممتازا بكافة المناطق إضافة للفكر الواحد الذي يحمله جميع عناصرها وقادتها بعكس باقي الفصائل التائهة".
من جهة أخرى، فإن الفكر السلفي الجهادي الذي تبنته الكثير من الفصائل السورية ونقلته بدورها بطريقة "غير سليمة" إلى العناصر التي تشربت هذا الفكر يعد واحدا من أبرز الأسباب الذي أدت لنمو نزعة الغلو والتطرف عند المقاتلين الذين بدأوا ينالون من أساتذتهم قبل الآخرين، واجدين في "تنظيم الدولة -
داعش" التنظيم الوحيد الذي يحمل الراية الصحيحة التي يجب القتال تحتها، وخاصة في الأيام الأخيرة التي شهدت ولادة الفكر الجديد المعتدل عند الفصائل الإسلامية في سوريا الذي أدى للتقارب فيما بينها وعودة الكثير من شرعيي الفصائل إلى السياسة الشرعية والوعي السياسي للتعايش مع المرحلة وصعوبتها.
أدى ذلك إلى انشقاقات كبيرة في صفوف الفصائل التي انسحبت من تحت رايتها ألوية كاملة معلنة انضمامها لـ"داعش" أو "النصرة"، كما حدث في صفوف الجبهة الإسلامية التي تصدرت الفصائل السورية بالعدة والإعداد والإنجازات حيث تركها بعض الألوية باتجاه القاعدة بعد توقيع ميثاق الشرف الثوري وبداية العمل السياسي، مع العلم أن "تنظيم الدولة" هو التظيم الأكثر غلوا وليس تابعا للقاعدة.
وكان أحد أسباب تمدد "داعش" هو امتلاكه لإمكانيات مادية ضخمة لا تتوافر لدى باقي الفصائل التي تواجه عجزا ماديا واضحا، خاصة في الشهور الأخيرة،ما أدى لزيادة عدد المنتسبين الذين أرهقهم غلاء المعيشة وصعوبة تأمين عائلاتهم في ظل الحصار وانعدام فرص العمل.
ويوضح (خليل) المقاتل في صفوف الثوار في جنوب دمشق أن تنظيم داعش يصرف لعناصره مبلغا يقارب (300) دولار كراتب شهري للمقاتل الأعزب وأكثر من ذلك للمتزوج في الوقت الذي لا تستطيع باقي الفصائل تقديم (50) دولارا بشكل شهري في ظل الحصار المميت الذي كانت تواجهه المنطقة.. ما كان سببا أساسيا لازدياد أعداد عناصر التنظيم على حساب باقي الفصائل في المنطقة بحسب قوله.