أعلنت جماعة
الإخوان المسلمين رفضها التدخل الدولي في البلاد الإسلامية بدعوى مواجهة "تنظيم الدولة" (
داعش)، معتبرة إياه "محاولة لتقسيم جديد لمنطقة الشرق الأوسط وقتل أهلها".
جاء ذلك بحسب رسالة أصدرتها جماعة الإخوان مساء الثلاثاء بعنوان: "الحرب على الإرهاب بين الزعم والحقيقة"، وبيان مماثل لجماعة الإخوان في
سوريا بعنوان: "موقفنا من التحرّك الأمريكيّ والدوليّ لمحاربة (الإرهاب)".
وبعبارة "تنظيمات غريبة وتحركات مريبة"، أوضحت جماعة الإخوان في رسالتها أنه "ظهرت في الآونة الأخيرة تنظيمات ضخمة عابرة للحدود، تمتلك أسلحة متقدمة وأموالا كثيرة، وتجتذب شبابا متحمسا قليل الفقه والوعي، ترفع شعار الإسلام وتمارس أقصى ألوان التطرف والقسوة والوحشية، فتشوه بذلك صورة الإسلام، وتمنح أعداءه ذريعة لتدخل جديد في البلاد الإسلامية، وتمزيقها وتخريبها وقتل أهلها".
وحمّلّت رسالة الجماعة تنظيم "داعش" هذه الانتقادات، مضيفة: "وهذا ما يحدث الآن مع ظهور تنظيم (داعش) في سوريا والعراق الذي اكتسح أمامه الجيوش النظامية بشكل مثير وغريب، واستولى على مساحات شاسعة من الأراضي والمدن في الدولتين، وراح يقتل خصومه بغير رحمة".
وتابعت: "هنا قامت أمريكا تدعو لتحالف دولي ضد هذا التنظيم، فاجتمعت لها أربعون دولة، وعقد وزير خارجيتها (جون كيري) مؤتمرا في جدة حضرته تسع دول عربية وتركيا، للتصدي لهذا الإرهاب الخطير، ونحن شعوب المنطقة لا ندري من الذي يقف وراء هذا التنظيم ويدعمه ويحرضه، وما الذي يراد منه".
واجتمعت في مدينة جدة السعودية (غربا)، الخميس الماضي، 11 دولة من الشرق الأوسط (دول الخليج الست وتركيا ومصر والأردن والعراق ولبنان)، بمشاركة واشنطن، لبحث مكافحة "تنظيم الدولة".
واستدركت رسالة الإخوان المسلمين في استشراف مستقبل مواجهة "داعش"، قائلة: "إلا أننا نرى نذر حرب ضروس يساق لخوضها عرب مسلمون ضد عرب مسلمين، ونرى ضحايا بالآلاف، وأموالا تهدر بالمليارات، وخرابا يعم المنطقة، ونخشى تفتيتا وتقسيما جديدا للمنطقة، حسب خطط شياطين السياسة الكبار".
وبخصوص مصر، رفضت الجماعة في رسالتها "استغلال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الأحداث في المنطقة للإيهام بأن الإخوان تمارس إرهابا".
وقالت إن "الجماعة تربي أفرادها على حرمة الدماء وحرمة الاعتداء على الحياة والتكفير، بحكم الإسلام قبل أن يكون بحكم الحقوق الإنسانية والقانون، وستبقى متمسكة بالسلمية".
وفي بيان مماثل مساء الثلاثاء، تحت عنوان: "موقفنا من التحرّك الأمريكيّ والدوليّ لمحاربة (الإرهاب) قالت جماعة الإخوان المسلمين في سوريا: "نرفض سلوك المجموعات المتطرِّفة المنحرفة عن المنهج الربانيّ الإسلاميّ الوسطيّ"، واصفة "تنظيم الدولة" بأنه "متطرف وارتكب جرائم".
وأضاف إخوان سوريا في بيانهم: "نرفض كذلك الانخراط في حرب ظاهرها الحرب على (الإرهاب)، ونخشى أن يكون باطنها الحرب على الإسلام (...) وعلى أمريكا والغرب وكل المعنيين، أن يُعرِّفوا الإرهاب الذي يقصدون أولا، كي لا تختلط الأمور ويُستهدف المعتدلون الصادقون".
وتابع بيان الرفض للتحالف الدولي من جانب إخوان سوريا:" إننا نرفض التدخل الدولي على الأرض السورية، فالشعب السوريّ وحده قادر على تحرير سوريا واجتثاث التطرّف و(الإرهاب).. ونحن نرفض أي موقف أو تصريحٍ.. أو رؤية، تضعنا أمام خيار: العصابة الحاكمة (في إشارة لبشار الأسد) أو تنظيم داعش المتطرِّف".
وأعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما، الأربعاء الماضي، استراتيجية من أربعة بنود لمواجهة "داعش"، أولها تنفيذ غارات جوية ضد عناصر التنظيم أينما كانوا، وثانيها زيادة الدعم للقوات البرية التي تقاتل "داعش" والمتمثلة في القوات الكردية والعراقية والمعارضة السورية المعتدلة، وثالثها منع مصادر تمويل التنظيم، ورابعها مواصلة تقديم المساعدات الإنسانية للمدنيين.
وتنامت قوة تنظيم "داعش" وسيطر على مساحات واسعة في سوريا والعراق في حزيران/ يونيو الماضي، قبل أن يعلن في نفس الشهر تأسيس ما أسماه "دولة الخلافة" في المناطق التي يتواجد فيها في سوريا والعراق، وكذلك مبايعة زعيم التنظيم، أبو بكر البغدادي "خليفة للمسلمين"، ودعا باقي التنظيمات الإسلامية في شتى أنحاء العالم إلى مبايعته.