كتب بن لينفيلد، مراسل صحيفة "إندبندنت" البريطانية في القدس، عن "تطفل"
الإسرائيليين في مرتفعات
الجولان السورية المحتلة على الحرب الدائرة قريبا منهم، وكيف تحضر العائلات لمراقبة ما يدور بين الجيش السوري وقوات المعارضة، التي سيطرت على مناطق في الجنوب السوري، خاصة جبهة
النصرة.
ويقول لينفيلد "إن مشاهدة الجبهات تجذب الإسرائيليين الفضوليين حول القتال أو الراغبين برؤية حرب لا تشنها بلدهم".
ويضيف: "تغدو مشاهدة القتال للبعض في سوريا جزءا من نزهة لشراء معجنات الجبنة من بلدة درزية عربية، وقال أحدهم إنه قطع 250 ميلا لمشاهدة الحرب، وأحضر معه أبناءه. وشعر بخيبة الأمل لأنه لم يشاهد الكثير من الأعمال القتالية، فقط سمع أصوات المتفجرات عن بعد وبشكل متقطع".
ويرى بعض من جاءوا لمراقبة الحرب أن إسرائيل يمكنها البقاء في موقف المتفرج، وأن الحرب بين قوات بشار
الأسد ومقاتلي جبهة النصرة الموالية للقاعدة شأن لا يهمهم. وقال شاب من مستوطنة كاديمات زيفي: "لا سبب لديهم لشن حرب علينا، فهم يكرهون بعضهم أكثر مما يكرهوننا". وكان المستوطن ينظر لموقع قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة التي ستنسحب منها القوات الفيجية الذين اختطفهم مقاتلو جبهة النصرة، كما أوردت الصحيفة.
ويضيف التقرير أن العمل في مرتفعات الجولان من أسهل مهام وحدات حفظ السلام في العالم، حيث لم تطلق -ولا حتى رصاصة- من جانبي الصراع السوري والإسرائيلي خلال الـ 40 سنة الماضية.
وينقل لينيفيلد عن بيني شينزك، الذي يعمل في شركة إسرائيلية للمواد الكهربائية، قوله "لست خائفا، لو بدأوا الهجوم علينا، فستكون إسرائيل قادرة على الرد وبقوة".
وتشير الصحيفة إلى أنه بالرغم من جو النزهة الذي يشوب مواقف المراقبين للجبهة السورية، إلا أن المحللين الإسرائيليين يرون أن التغيير على الجبهة السورية من قوات النظام لمقاتلي النصرة يعتبر تحديا كبيرا "فلن يحتاجوا لوقت طويل قبل إرسال انتحاريين"، حسب الرائد أفيف أوريغ، رئيس شعبة القاعدة السابق في استخبارات الجيش الإسرائيلي.
وبحسب أوريغ، ستحاول جبهة النصرة ضرب إسرائيل كاستراتيجية في تنافسها للحصول على الشعبية ضد "تنظيم الدولة" المعروف بـ "
داعش". معتبرا أن هجمات صغيرة ضد إسرائيل تكسبها شرعية في العالم الإسلامي.
وبضيف أوريغ: "نظام الأسد أفضل لإسرائيل من جبهة النصرة؛ فهو عدو عظيم لإسرائيل ولكنه حافظ على استقرار الجبهة لوقت طويل". ويبدو الأسد شعبيا بين المستوطنين حيث يقول شينزك "على إسرائيل مساعدته إن طلب المساعدة". ويقول عين زيفان، صاحب مصنع شوكولاتة في كيبوتز: "حافظوا على الجبهة هادئة لمدة 40 عاما".
ويختم التقرير بقول عامل بناء في القرية الدرزية إن الدروز الذي دعموا المعارضة في بداية الحرب بدأوا يغيرون مواقفهم ويدعمون الأسد "إن انتصرت (النصرة)، فأين يذهب الدروز؟"، وأكد أن دعم قوات الأسد، التي يخدم فيها ابن عمه، واجب أخلاقي "لم يشوه الجيش السوري أيا من مقاتلي (النصرة)" .