قال ديفيد تايلور، المعلق في صحيفة "التايمز" البريطانية، لم يكن للولايات المتحدة متسع للتحسر على غياب الحلفاء الأصدقاء مثل بريطانيا، عندما قررت الأخذ على يد تنظيم الدولة المعروف بـ "
داعش"؛ لأن الرئيس باراك
أوباما كان له ما يريد، حلفاء عرب يقومون بضرب منظمة متشددة.
فلم يكن من بين الطائرات التي حلقت فوق طائرات سلاح الجو البريطاني – تورنيدو أو الطائرات الفرنسية رفائيل.
ويقول تايلور إن ما يهم للولايات المتحدة وأوباما بالذات أن تكون الدول التي تطلق القذائف على
الرقة هي دول عربية، حتى يظهر أن الحرب ليست حربا أميركية فقط بل وعربية. فقد انضمت خمس دول عربية للحملة، وهي السعودية والإمارات وقطر والبحرين والأردن، ومعظمها دول سنية ثرية تضرب، كما يقول، إخوة مسلمين آخرين يمثلون تهديدا لطريقة حياتها، كما يهددون طريقة حياة الغرب.
ويضيف تايلور أن الرئيس الأميركي بعد مقتل الصحافيين الأميركيين كان لديه المبرر لضرب "داعش" وحماية المصالح الأميركية، ولكنه كان مصمما على عدم تكرار تجربة جورج
بوش والدخول في حرب حمقاء جديدة، حيث رد بوش على هجمات أيلول/ سبتمبر بغزو العراق، مما أدخل الولايات المتحدة في حرب مفتوحة. ويرى أوباما أن القوات الأميركية لا يمكن استخدامها لحل حروب أهلية في بلدان أخرى، ولا يمكن للولايات المتحدة أخذ مكان شركائها الدول العربية.
ويرى الكاتب أن نقد إدارة أوباما لأيام بوش يدور حول سؤال لم يسأله أحد: وماذا بعد؟، ففي العام الماضي عندما كان أوباما جاهزا لضرب نظام بشار الأسد، لمعاقبته على استخدام السلاح الكيماوي، كان أوباما جاهزا لإرسال القنابل ثم انتظار ما ستنجلي عنه، ولكنه تراجع في اللحظة الأخيرة.
ومنذ تلك الفترة تعرض لانتقادات بسبب قيادته وتأثيره على صورة أميركا في العالم، وحمله نقاده مسؤولية ما جرى في أوكرانيا، بل واتهم بتشجيع روسيا وطموحاتها التوسعية، بحسب الصحيفة.
ويختم تايلور بأنه رغم كل هذا فالرئيس الحامل لجائزة نوبل للسلام، ولديه تردد في استخدام القوة العسكرية الأميركية، أظهر أخيرا أنه مستعد لاستخدامها. وها هو يجهز لحرب في العراق وسيورثها على ما يبدو لخلفه. ولكن إرثه السياسي متعلق بقدرته على الإجابة عن سؤال: "وماذا بعد؟" سؤال يمكنه الجواب عليه من خلال تحالف دولي لسحق تنظيم الدولة.