وضعت الولايات المتحدة الأمريكية حركة شام الإسلام التي تضم أكبر عدد من المقاتلين المغاربة في
سوريا ضمن لائحة
الإرهاب العالمي التي تصدرها الخارجية الأمريكية بالموازاة مع القصف الذي تشنه على مواقع تابعة لـ"
داعش" في العراق وسوريا، وعدد من الفصائل لمعارضة لنظام بشار.
وحسب بيان نشرته على موقعها الرسمي على الإنترنت، الأربعاء، فقد صنفت لائحة وزارة الخارجية الأمريكية، "حركة شام الإسلام" ضمن أسماء منظمات وأشخاص من دول عربية وجنسيات أوروبية يحظر التعامل معها وتفرض عليها قيودا عديدة".
وجاءت "شام الإسلام" في المرتبة الثانية ضمن التصنيف، الذي اطلع عليه "عربي 21"، حيث اعتبر أن الحركة أسست في غشت عام 2013 وصفها البيان أنها "منظمة إرهابية بقيادة مغربية تعمل في سوريا ومكونة من مقاتلين أجانب بشكل رئيسي"، مشيراً إلى أنها قامت بعدة عمليات بالتعاون مع "جبهة
النصرة".
واعتبر محمد مصباح "زميل أبحاث في المعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية في برلين"، أن قرار تصنيف حركة شام الإسلام من طرف الخارجية الأمريكية بوصفها جماعة "إرهابية" لن يغير الكثير، فبعد مقتل مؤسسها إبراهيم بنشقرون بداية أبريل 2014 تراجع أداء الحركة بشكل كبير ولم تعد فاعلة في الميدان".
وأضاف مصباح لـ"عربي 21" لقد "انحلت الهيئة الشرعية للحركة وانضم أغلب أعضائها إلى جبهة النصرة وتنظيم "داعش"، لقد كانت حركة شام الإسلام تنظيما مرتبطا بشخص بنشقرون وبالتالي مات تنظيمه بوفاة قائده".
وشدد مصباح قائلا: "صحيح أن حركة شام الإسلام تعاونت سابقا مع جبهة النصرة، لا سيما فيما يسمى معركة الأنفال برفقة كل من جبهة النصرة والجبهة الإسلامية، إلا أن قرار التصنيف في هذه اللحظة يبدو غير مجد لكون الحركة فقدت نشاطها المسلح وأصبحت صَدَفَة فارغة".
وسجل الباحث المتخصص في الشؤون الأمنية والاستراتيجية، أن "هذا يبرز احد احتمالين، إما أن المعلومات التي تقدمها الاستخبارات الأمريكية للإدارة قديمة وغير قادرة على تحديد معطياتها بشكل مستمر عن المجموعات في سوريا، وإما أن البيروقراطية الأمريكية تتطلب وقتا ليتم تصنيف مجموعة على أنها إرهابية، وبالتالي قد يكون التقارير حول المجموعة ترجع إلى فترات سابقة وليس معطيات آنية".
ويقود التنظيم حاليا محمد مزوز المعروف في سوريا بـ"أبي العز المهاجر" الذي بويع أميرا للتنظيم بعد مرور أيام قليلة عن مقتل ابراهيم بنشقرون، أمير حركة "شام الإسلام" في معركة الساحل بسوريا.
ويعد محمد مزوز، أحد أبرز معتقلي غوانتنامو وأحد مؤسسي حركة شام الإسلام بسوريا، الذي التحق بالصفوف الأولى للحرب المشتعلة في سوريا.
ويعتبر محمد مزوز، أحد الذين اعتقلهم الجيش الأمريكي في الحدود الأفغانية الباكستانية خلال الحرب التي تلت تفجيرات 11 شتنبر 2011، ومكث أكثر من سنتين سنوات في المعتقل الأمريكي الشهير في قاعدة غوانتانامو، قبل أن تسلّمه السلطات الأمريكية للمغرب صيف العام 2004.
وظهر مزوز في أكثر من شريط، من ضمنها شريط رد فيه على شيوخ السلفية الذين دعوا الشباب إلى عدم الالتحاق بسوريا، معتبرين ذلك فرض كفاية، بعد أن كان الشيخ محمد الفيزازي، نهى الشباب
المغربي عن الهجرة إلى سوريا.
وقال مزوز في شريط الفيديو، الذي سجل أواخر دجنبر الماضي، إن الجهاد بسوريا لم تحصل فيه الكفاية، محرضا الشباب المغربي على الالتحاق بميدان سوريا المشتعل، ومبايعة أمراء حركة شام الإسلام.
هذا وتتحدث التقارير عن كون حركة "شام الإسلام" التي تتشكل بأغلبيها من عناصر مغربية، شاركت بفعالية في معارك "كسب" في اللاذقية الدائرة حاليا، وبينما هي من أبرز التشكيلات التي تخوض هذه المعركة، هي أيضاً من أبرز التشكيلات التي خسرت قادة كبار في صفوفها.
وتقول التقديرات الإعلامية، إن "شام الإسلام" يعتبر من أكبر الجماعات المشكلة من مقاتلي المغرب العربي، هو يعتبر تنظيم مغربي حصرا، وتشير التقارير أنّ هذا التنظيم يضم 800 مقاتل مغربي دخلوا الأراضي السورية عبر تركيا، حيث قتل منهم في فترات متعاقبة نحو 120 مقاتل. حديث مصباح يقويه ما نشرته الصحافة قبل أشهر من كون حركة "شام الإسلام" فقدت أبرزت قادتها وهم إبراهيم بنشقرون المعروف بـ"أبو أحمد المهاجر "وهو مؤسس وأمير "شام الإسلام"، قتل على يد الجيش في معركة "اللاذقية"، و"أبو أحمد المغربي"، كان يشغل أمير الاقتحاميين والرأس المدبر للهجوم على ريف اللاذقية، قتل أيضا، و"أبو صفية المصري" يشغل القائد العسكري الميداني لـ "شام الإسلام"، قتل أيضا، و "أبو حمزة المغربي" يشغل مركز قائد عسكري وميداني على أحدى جبهات اللاذقية.
ومن المنظمات التي شملها التصنيف، "جيش المجاهدين والأنصار" والتي تأسست في فبراير عام 2013 وتتخذ من سوريا مقراً لها وتتكون من مقاتلين أجانب وتتعاون مع حركات مسلحة أخرى في سوريا مثل "جبهة النصرة" و"داعش".
هذا وأعلنت كل من "حركة شام الإسلام" و"جيش المجاهدين والأنصار" إضافة إلى "الكتيبة الخضراء" و "حركة فجر الشام الإسلامية" اندماجه في جبهة واحدة أطلق عليها "جبهة أنصار الدين" في يوليوز الماضي، وتنشط في أقصى الشمال الغربي لسوريا بين حلب واللاذقية.