اتهم موقع أمامة المقرب من حركة المقاومة الإسلامية حماس وزارة الأوقاف الفلسطينية في
الضفة الغربية، بإعلان الحرب على
خطباء المساجد الذين أعلنوا نصرتهم للمقاومة في غزة بمعركة "العصف المأكول".
وأكد الموقع، الإثنين، أنّ الوزارة قامت بفصل العديد من الأئمة من الخطابة "بشكل تعسفي" خلال الأيام الماضية دون إبداء الأسباب لتبرير هذا القرار.
وذكر الموقع قصة الشيخ بسام حمّاد وهو إمام أحد مساجد بلدة سلواد إلى الشمال الشرقي من مدينة رام الله، الذي أفاق في صبيحة العاشر من الشهر الجاري على بلاغٍ وصله من وزارة الأوقاف في الضفة الغربية، يمنعه -بما تضمنه القرار- من الخطابة والتدريس في المساجد حتى إشعار آخر، بناءً على تعليمات الوزير يوسف إدعيس.
وأكد أنّه "ومنذ ذاك التاريخ وحتى اللحظة لم يدر الشيخ حمّاد وهو الأسير المحرر من سجون الاحتلال وقد قضى فيها سنوات طويلة، والمعتقل السياسي السابق في سجون السلطة، السبب الواضح للقرار الجائر الصادر بحقه من قبل وزارة الأوقاف التي تواصل نهج الهباش في تحجيم دور المساجد".
وأضاف الموقع "لكن الذي يعرفه الشيخ بسام حمّاد، وهو الحافظ لكتاب الله والعارف لقراءاته، أنه وقف خلال الحرب الأخيرة على قطاع غزة، مع المقاومة عبر خطبه ومواعظه، وأنه دافع عن المقاومة وانتصاراتها خلال العدوان، وحث الناس والمصلين على الدعاء لها ولأهل غزة، وهو ما كان السبب الخفي وراء قرار الوزارة".
خطوة إلى الوراء
وأشار إلى أنّ هذه الخطوة تعيد للأذهان حادثة جرت عام 2010، منعت وزارة الأوقاف بالضفة زمن محمود الهباش، النائب عن حركة حماس الشيخ المرحوم حامد البيتاوي من إلقاء الخطب في المساجد.
وأضاف أن قرار الهباش في حينها جاء مستندًا إلى ما وصفه بالقانون الأساسي الفلسطيني الذي ينص على الفصل بين السلطات باعتباره نائبا ولا يحق له إلقاء الخطب في المساجد، فيما أضاف على ذلك بأن المكلفين بإلقاء الخطب في المساجد يتوجب أن يتبعوا لوزارة الأوقاف وهو أمر لا ينطبق على الشيخ البيتاوي.
وأكد الموقع أن السياسيات المتبعة لا زالت على حالها رغم مرور الأيام وتبدل الأشخاص، ليجد الشيخ بسام حمّاد نفسه في موقف الهجوم لا الدفاع، فهو يتبع رسميا لوزارة الأوقاف، ولا مسوغ قانوني لوقفه عن الخطابة سوى مواقفه المساندة للمقاومة والمناصرة لقطاع غزة.
وذكّر بأنّه منع عشرات الأئمة والخطباء من الخطابة في مساجد الضفة على مدار السنين القليلة الماضية، كان على رأسهم عدد من نواب المجلس التشريعي من بينهم نايف الرجوب وناصر عبد الجواد.
واستنكر الموقع المقرب من حماس ما أسماها "الخطة الممنهجة التي سارت عليها السلطة للقضاء على رسالة المسجد، حيث ابتدأتها بمراقبة الأنشطة المسجدية خاصة خطب الجمعة والدروس والمواعظ، ومراقبة دور التحفيظ والتجويد ولجان الزكاة، حتى وصلت إلى مرحلة القضاء عليها تدريجيًا".
وشدد على أنّ "تلك الخطة المحكمة تجلّت بفصل العديد من الخطباء والأئمة من وظائفهم، وتعيين آخرين ممن تأتيهم الخطب جاهزة من الوزارة بما يتناسب مع أهواء ورغبات كاتبيها".
ونوه الموقع إلى أنّ كافة الأنشطة داخل مساجد الضفة لوحقت، وألغيت دور التجويد والتحفيظ فيها، ومنعت مجلات الحائط الدعوية، كما منعت الإفطارات الجماعية خلال شهر رمضان، ومعها قراءة القرآن في سماعات المساجد، وخفضت أصوات مكبرات الصوت بناءً على طلب عدد من المستوطنات الصهيونية.