لجأ "تنظيم الدولة" إلى تغيير تكتيكاته، إثر تصريحات مسؤولين في الإدارة الأميركية عن توسيع عمليات قوات التحالف في العراق ضد التنظيم لتشمل مواقعه في
سوريا، حيث أخلى بسرعة مواقع كثيرة، للتخفيف من خسائره، وغادرت عائلات قادته الأجانب الأماكن، التي كانت تقيم فيها بالقرب من التجمعات والمقرات العسكرية والحقول النفطية.
وأفاد الناشط الإعلامي في مدينة
حلب، محمد نور الدين، الاثنين، أن "تنظيم الدولة" سحب عددا من مقاتليه، من عدة مواقع من ريف حلب الشمالي، وترك عددا آخر للدفاع عن المنطقة، وأزال بعض الحواجز، كما أنه أخلى عدة نقاط من بلدة "أخترين"، وبات يتواجد فوق تلال يصعب اقتحامها، في كل من "احتيملات"، و"تلة رشاف"، القريبة من بلدة "مارع"، إلى جانب عدة قرى من الصعب اقتحامها.
وأضاف أن "لا مؤشرات على نيّة تنظيم الدولة الانسحاب من الريف الحلبي الشمالي، بل السيطرة عليه، حيث يحاول منذ عدة أيام اقتحام مدينة عين العرب الكردية، ويخطط للوصول إلى مدينة اعزاز، وأن يحكم السيطرة على مارع وتل رفعت، ومن ثم الدخول إلى مدينة عفرين".
ومن بين تغيير تكيتيكات التنظيم، أنه لم يعد يتحرك ضمن أرتال من السيارات والعربات، وألغى استعراضات القوة، بل وعمد إلى استخدام الدرجات النارية، منعا لاستهداف عناصره.
وبعد قصف مصاف النفط أوقف إنتاج عدد من الحقول التي يسيطر عليها، لكنه لم يخل كل مقراته في المدن والبلدات الخاضعة له، بعكس كل من جبهة "النصرة" و"أحرار الشام" و"جيش المهاجرين"، الذين أخلوا المقرات في المدن وفي البلدات، كي لا يتعرض المدنيون إلى الأذى جراء تعرضها للقصف، فيما نشر "تنظيم الدولة" أعلامه على منزل المدنيين في عدة بلدات، حسبما أفاد ناشطون في تنسيقيات معارضة.
يذكر أن
التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية بدأ بشن غارات جوية في سوريا، منذ 23 من الشهر الجاري، على مواقع لتنظيم الدولة، الذي يسيطر على مساحات في شرق سوريا وشمالها، فضلا عن سيطرته على مناطق واسعة في العراق.
وشكلت الولايات المتحدة، تحالفا دوليا لمحاربة "تنظيم الدولة"، وبدأت منذ 8 آب/ أغسطس الماضي بشن غارات جوية على مواقع التنظيم في العراق، ثم امتدت الغارات إلى مواقعه في سوريا.