قالت صحيفة "ديلي تلغراف" البريطانية إن
الرهينة آلن هينينغ الذي أعدمه تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "
داعش" يوم الجمعة كان متيقنا من أن التنظيم سيفرج عنه، وكان مرحا ومتفائلا حسبما نقل عن زملاء كانوا معه في الأسر.
وقالت الصحيفة إن سائق التاكسي من مدينة مانشستر لم يكن قلقا حول مصيره عندما تم اختطافه، وكان يطلق النكات ويمزح مع بقية المعتقلين.
وتكشف الصحيفة أن هينينغ تعرض لتحقيق مكثف من جهاديين بريطانيين ممن يعتبرون مسؤولين كبار في تنظيم داعش.
ورغم المعاملة التي تعرض لها، إلا أنه لم يفقد
تعاطفه مع السوريين الذين جاء لمساعدتهم، حيث قاد سيارة إسعاف مع جمعية خيرية مسلمة. وتذكر الناس حياة هينينغ في قداس خاص أقيم على روحه في بلدته إيكلز – مانشتسر. وتقول الصحيفة إن هينينغ بكى عندما نقل من معتقله إلى معتقل آخر.
ونقلت عن سيف الإدلبي وهو ناشط أفرج عنه التنظيم وكان مع الرهينة البريطاني قوله: "لم يحب آلن طعام السجن الذي كان يقدم إلينا، وتحدث مازحا عن أن الناس يأكلون ما يريدون في السجون البريطانية"، وأضاف: "كان مرتاحا ولم يكن يعرف طبيعة سجانيه، وكان مقتنعا بأنه سيخرج من الأسر". وبدلا من ذلك أصدر تنظيم الدولة شريط فيديو يوم الجمعة أظهر فيه ذبحه.
وتقول الصحيفة إن هينينغ تعرض للتحقيق ثلاث مرات من قبل أشخاص ملثمين ويتحدثون الإنجليزية. ويقول الإدلبي إن داعش عندما أحضر الرهينة البريطاني للسجن قال "هذا كافر"، لكنه "لم يكن خائفا وظن انه سيخرج سريعا. وأظهر هينينغ للسجناء وشما على ذراعه "من أجل
سوريا. وقال إنه كان يحمل معه هدايا وألعاب كي يوزعها على الأطفال بمناسبة العام الجديد.
وتقول عائلة آلن وأصدقاؤه إنه تأثر كثيرا مما يجري في سوريا من معاناة، وشارك قبل رحلته الأخيرة في قافلة دعم نظمتها جمعية "روتشديل لمساعدة سوريا".
وكان هينينغ قد أخذ إجازة بدون راتب من عمله وترك عائلته وولديه وسافر في رحلة قبل نهاية عام 2012 حيث كانت القافلة في طريقها لتوصيل المساعدات للمحتاجين في مدينة إدلب، شمال- غرب سوريا، واختطف بعد وقت قصير من اجتيازه الحدود السورية مع تركيا. والتقطت له صور على الحدود التركية مبتسما. وقال إنه يشعر بالراحة عندما يشاهد وصول المساعدات للمناطق التي يريدها السكان.
ويقول الإدلبي إن مركز الاعتقال الذي احتجز فيه هينينغ لمدة أسبوع كان في بلدة دانا القريبة من الحدود التركية. ويضيف الإدلبي "قبل وصوله كنا نشاهد الحرس مرة واحدة في اليوم، حيث كان يحضر لنا ساندويشات وماء للشرب، ولكن أمير إدلب اصطحبه بنفسه للمركز". ومنع السجناء من استخدام هواتفهم النقالة أثناء إقامة هينينغ الذي اعتبر رهينة مهمة.
ويقول الإدلبي إن أمير إدلب أبو دجانة التونسي هو من قام بالتحقيق مع الرهينة البريطاني بالإضافة لجهادي بريطاني حقق معه بطريقة منفصلة.
ومع ذلك كانت معنويات هينينغ عالية، وعندما أيقظه من معه في الزنزانة بسبب شخيره، اعتذر لهم وقال إنه لم ينم منذ 22 ساعة.
وفي صباح اليوم التالي جاء الحرس وطلب منه أخذه متعلقاته معه، وشعر حينها بأن الأزمة قد انتهت، وعانق رفاقه في الغرفة وبكى، فقد شعر أنه سيطلق سراحه "ولم نعرف أين أخذوه". وبدلا من الإفراج عنه نقل هينينغ إلى سجن آخر. ويعتقد الإدلبي أنه ربما نقل أولا إلى حلب ومن ثم الرقة. ولم يظهر أبدا بعدها إلا عندما نشر الجهاديون شريط إعدام ديفيد هينز قبل أسبوعين. وأدى ظهور هينينغ في الشريط لحملة قام بها المسلمون في بريطانيا للإفراج عنه، لكن دعواتهم لم يُستجب لها، إذ تك إعدامه يوم الجمعة.