بدأ أهالي العسكريين
اللبنانين المخطوفين لدى جبهة النصرة وتنظيم الدولة الاسلامية في عرسال تصعيد احتجاجاتهم رفضاً لما يقولون إنه تقصير حكومي إزاء قضية أبنائهم الذي مضى على اختطافهم نحو ثلاثة شهور.
وكان أهالي العسكريين منحوا الحكومة اللبنانية الاسبوع الماضي مهلة أخيرة من ثلاثة أيام للبدء في تصعيد خطواتهم الاحتجاجية في مختلف المحافظات اللبنانية لا سيما تلك التي ينتمي لها الجنود المخطوفون، ونفذ الأهالي وقفات واعتصمات مؤقتة، إضافة لقطع طرق وخاصة في منطقة القلمون، قبل أن يقوموا بفتحها في وقت لاحق.
خطوات خطيرة قادمة
ولم ينتظر الأهالي طويلاً لتنفيذ التهديدات التي أطلقوها في وقت سابق عبر موقع "عربي 21" فقطعوا عدداً من الطرقات في العاصمة
بيروت، في خطوة جديدة يقول الأهالي إنها لن تكون الاخيرة، بل البداية.
وانتقل جزء من أهالي العسكريين المعتصمين أمام السرايا الحكومي من مقر الاعتصام الى الشواراع المحيطة، حيث الوسط التجاري لبيروت، وقاموا باغلاق الطرق واحراق إطارات السيارات ما تسبب بحالات اختناق مروري تدخلت على إثرها قوى الأمن.
وأكد مسؤول العلاقات العامة في لجنة المتابعة لأهالي العسكريين المخطوفين الشيخ عمر حيدد لـ"عربي 21" أن الايام القادمة ستشهد خطوات تصعيدية وصفها بـ"الخطيرة"، مضيفاً "أننا نتحفّظ على توضيح ما هية هذه الخطوات التي سنعلن عنها في وقتها".
وأضاف الشيخ حيدر لـ"عربي21" أن ما ميز خطوات التصعيد اليوم أيضاً أنها "اشتملت على وقفات واعتصامات اما مقار الأحزاب اللبنانية لدفعها للضغط على الحكومة للقيام بمسؤولياتها، كما جرى أمام مقر حزب الكتائب القريب من موقع الاعتصام عند السراي الحكومي لايصال رسالة الى قادة الاحزاب".
وفي خطوة لافتة وتشير الى عدم وجود مفاوضات حقيقية بخصوص الملف، أكد الشيخ عمر حيدر أم المسلحين الخاطفين للعسكريين عادوا للاتصال بذويهم لمطالبتهم بتكثيف تحركاتهم للضغط على الحكومة اللبنانية، مؤكدا أن "لا جديد حتى الان في القضية يطمئن أهالي العسكريين وتحديدا امهاتهم، والتي حاولت احداهن إحراق نفسها اجتجاجا على الموقف الحكومي".
موقف حكومي
إزاء هذا التطور، تحرك بعض السياسيين في محاولة لاحتواء الموقف قبل خروجه عن السيطرة، حيث قام وزير الصحة والقيادي في الحزب التقدمي الاشتراكي وائل أبو فاعور بزيارة المعتصمين في ساحة رياض الصلح، مؤكدا أحقية الاحتجاجيات وأن "الأهالي ليسوا قطاع طرق بل أناس مسالمون لديهم حرقة وحسرة وقلق، ونحن نتحمل مسؤولية عدم اطلاعهم على الامور عندما يكون هناك تطور".
وحيال ما تبذله الحكومة من جهود قال أبو فاعور للإعلاميين خلال لقاءه بأهالي العسكريين: "ربما من واجبنا الافصاح عن بعض التفاصيل اكثر ليطمئن قلب الاهالي ولكن الخوف من ان يُسرب الذين يتعاطون بهذا الملف بعض المعلومات مما يؤدي الى تخريب بالمفاوضات التي بدأت تتحرك الى حد ما".