عقب وقوع تفجيرات الشيخ زويد، طالبت قوى سياسية وإعلاميون موالون للنظام الحاكم بإعلان شمال سيناء "منطقة حرب" وبتهجير أهلها من مدنهم وقراهم إلى مناطق أخرى، بحجة "تطهيرها من الإرهاب".
وشهدت "شمال سيناء"، الجمعة، مقتل 33 جنديا مصريا، وإصابة 31 آخرين، في سلسة هجمات واشتباكات على حواجز للجيش قرب مدينة العريش، ما كبّد قوات الجيش المصري أكبر خسائر بشرية منذ حرب 1973.
وأعلنت مصر الحداد العام في أنحاء البلاد لمدة ثلاثة أيام، كما اجتمع السيسي بمجلس الدفاع الوطني، مساء الجمعة، لمناقشة الأوضاع في سيناء، وبعدها قرر إعلان حالة الطوارئ في شمال سيناء لمدة ثلاثة أشهر، وحظرا للتجول طوال فترة المساء، وغلق معبر رفح.
إعلانها منطقة حرب
من جهته، طالب لواء المخابرات السابق، سامح سيف اليزل، بإخلاء الشريط الحدودي بين مصر وقطاع غزة من السكان تماما وبشكل فوري، بعمق 5 إلى 7 كيلو مترات، مع تعويض هؤلاء السكان تعويضا جيدا مثلما تم إخلاء مدن القناة أثناء حرب 1967.
وأضاف سيف اليزل في مداخلة في قناة "التحرير"، مساء الجمعة، أن القوات المسلحة لا تستطيع اتخاذ مواقف معينة حفاظا على أرواح الأبرياء، وهي تحتاج إلى "إجراء ما يشبه الجراحة العاجلة في هذه المنطقة، حتى يتمكن الجيش من تطهير تلك المنطقة من الإرهابيين الذين يختبئون وسط الأهالي"، على حد قوله.
وفي السياق ذاته، دعت أربعة أحزاب في بيان مشترك أصدرته السبت، الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى إعلان شمال سيناء "منطقة حرب"، مطالبة بتهجير أبناء المدن والقرى القريبة من غزة، إلى مناطق أخرى، بهدف تطهير سيناء من الإرهاب.
وقالت "مصر الحديثة"، و"إحنا الشعب"، و"السادات الديمقراطي"، و"الثورة المصرية"، إن "الحادث الإرهابي الذي وقع الجمعة يتطلب تغيير استراتيجية المواجهة مع الإرهاب في سيناء، نظرا لاستغلال تنظيمات الإرهاب للسكان المدنيين لممارسة الأعمال الإرهابية والتفجيرات والعمليات الانتحارية".
وأكدت أن "تصعيد العمليات الإرهابية في سيناء سيستمر، طالما استمرت المواجهة بشكلها الحالي"، لافتة إلى أن أبناء سيناء "أصحاب البطولات والتضحيات"، لن يترددوا بالتجاوب مع أي خطط للتهجير لفترة مؤقتة، "حتى يتمكن الجيش من الثأر سريعا، ويقتص لدماء الشهداء من مرتكبي هذه العمليات".
عايز الجيش يدك سيناء
وبصوت شديد الانفعال، طالب الإعلامي أحمد موسى المؤيد للانقلاب الجيش بـ"دك سيناء والقضاء تماما على كل الإرهابيين".
وأضاف موسى في حلقته الجمعة على قناة "صدى البلد": "أنا عايز بكرة يكون فيه دم، ومش عايز أسمع جملة تم القبض على فلان أو علان، أنا عايز أشوف جثث"، مطالبا السيسي بإعلان "حالة الحرب والنفير على الإرهاب، واتخاذ إجراءات حاسمة من الليلة، من بينها تعيين حاكم عسكري لسيناء يكون قادرا على بسط سيطرته على المنطقة".
وتمادى موسى في مطالبه "الدموية" بالتحريض على قتل كل من يتظاهر ضد النظام، قائلا: "من يخرج في مظاهرات ليرفض قانون التظاهر أو حالة الطوارئ، لابد من ضربه بالرصاص أو حرقه، ولا نخشي من أحد، مش عايز كلـ..إخواني يخرج بعد كدة في مظاهرة، مفيش مظاهرة تطلع فى جامعة، مفيش كلـ.. ينزل الشارع من بكرة بعد الثالثة عصرا، مفيش كلـ.. يهتف ضد الجيش".
كما طالب بإحالة كل المتهمين في "قضايا إرهابية" إلى محاكمات
عسكرية، ووجه كلامه للسيسي قائلا: "بطل طبطبة يا سيادة الرئيس، القضاء العسكري هيجيب حق ولادنا في 24 ساعة"، داعيا إلى محاكمات غير عادلة، حيث قال: "تسيبوا الناس دي تتحاكم محاكمة عادلة؟ أنا مش عايز محاكمات عادلة، وبقولها على الهواء واللي عايز يحاكمني يحاكمني أنا عايز محاكمات مش عادلة".
مطلب صهيوني
وردا على هذه الحملة التحريضية على أهالي سيناء، شن مستشار الرئيس محمد مرسي، محمد سيف الدولة، هجوما حادا على من يطالبون بإخلاء سيناء من السكان، معتبرا هذه الخطوة "مطلبا صهيونيا".
وكتب سيف الدولة عبر حسابه على "تويتر": "بعد أن جردتها إسرائيل من السلاح، إعلام النظام يطالب الآن بإخلاء سيناء من السكان، هذا مطلب صهيوني".
وبدوره رفض الفنان محمد صبحي الاتهامات التي توجه إلى قوات الجيش والشرطة بوجود تقصير أمني في شمال سيناء يؤدي إلى حدوث هذه العمليات، قائلا: "هؤلاء يفقدون أرواحهم يوميا من أجلنا"، مطالبا الدولة بأن "تعلن الحرب على منطقة شمال سيناء"، واعتبارها "منطقة حرب".
وتابع صبحي في مداخلة مع قناة "سي بي سي"، مساء الجمعة: "الدولة ليست موجودة في شمال سيناء حاليا، وكافة الوزارات ليس لها أدوار هناك، وأتمنى أن تكون حالة حرب حقيقية يعقبها عمليات تنمية، وأنا مش هاخد العزا إلا لما مصر تاخد حقها من الإرهابيين".
وحول مطالبات بعد الخبراء الأمنيين بتهجير سكان سيناء، أوضح أن الأمن يجب أن يقوم أولا "بإعداد دراسة لأحوال أهالي سيناء، وأن لا يلجأ إلى حل التهجير إلا بعد دراسة آثاره على المدى الطويل من جميع النواحي".