تتجه المؤسسة الأمنية الصهيونية إلى تشديد الإجراءات التعسفية والقمعية في
القدس المحتلة ومحيطها في محاولة للقضاء على ما بات يعرف بـ"
انتفاضة القدس"، ما يؤشر على تبني سياسة "الهروب للأمام".
وكشف موقع صحيفة "هارتس"
الإسرائيلية مساء الجمعة، أن قوات الاحتلال ستطبق سياسة
اعتقال ذوي الأطفال والفتية الفلسطينيين الذين يشاركون في المظاهرات ضد الاحتلال، وفرض غرامات عليهم من أجل إرغامهم على منع أبنائهم من المشاركة في هذه المظاهرات.
وأوضحت الصحيفة أن جهاز المخابرات الداخلية "
الشاباك" أوصى بأن يتم تطبيق نفس الإجراءات الأمنية القمعية المتبعة في الضفة الغربية داخل القدس المحتلة لتحقيق هذا الغرض.
ويأتي هذا التطور في ظل مطالبة قوى اليمين الصهيوني بتشديد الإجراءات القمعية ضد المقدسيين، سيما في أعقاب حادث الدهس الذي أسفر عن مقتل طفلة صهيونية وجرح ثمانية أخرين.
من ناحية ثانية، كشفت صحيفة"هارتس"، الجمعة، النقاب عن أن الحكومة الصهيونية ستبحث، الأحد، تنفيذ مشروع ببناء 1600 وحدة سكنية في القدس المحتلة، خصوصا في الجهة الشرقية.
وأشارت الصحيفة إلى أن هذه الخطوة تأتي في أعقاب الضغوط التي يمارسها حزب "البيت اليهودي" بقيادة الوزير نفتالي بنات على رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو.
وفي ذات السياق، زعمت محافل يمينية أن الحركة الإسلامية في فلسطين 48، وتحديدا زعيمها الشيخ رائد صلاح، تتحمل المسؤولية عن تفجير الأوضاع في القدس المحتلة.
وقال رئيس كتلة الائتلاف الحاكم، يريف ليفين، إنه يتوجب اتخاذ إجراءات حقيقية ضد ما تقوم به الحركة الإسلامية، ويتوجب إخراج الحركة عن إطار القانون وحظر أنشطتها.
ويذكر أن جهاز "الشاباك" سبق له أن سحب اعتراضه على مقترح حظر أنشطة الحركة الإسلامية.
وفي خطوة استفزازية لافتة، كشفت قناة التلفزة الصهيونية الثانية الليلة الماضية النقاب عن أن وزير الإسكان الصهيوني أوري أرئيل قرر الانتقال وعائلته للإقامة في بلدة "سلوان" المتاخمة للقدس.
وذكر معلق الشؤون السياسية في القناة، أودي سيغل، أن قرار أرئيل يأتي في إطار حرصه على التعبير عن تضامنه مع عشرات المستوطنين اليهود الذين سيطروا على منازل القرويين الفلسطينيين في البلدة وأقاموا فيها.
ويذكر أن المستوطنين اليهود يزعمون أن "سلوان" تضم ما يعرف بـ"مدينة داود"، التي كانت عاصمة أول مملكة يهودية دشنت في المنطقة قبل ألفي عام.
إلى ذلك، حمّل عدد من المعلقين الصهاينة رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتيناهو المسؤولية عن تفجر الأوضاع في القدس المحتلة عبر سياساته التصعيدية.
وأجمع هؤلاء المعلقين على أنه يتوجب إبداء أقصى درجات ضبط النفس من أجل عدم السماح بتفجر الأوضاع في القدس المحتلة التي يمكن أن تفضي إلى "حرق المنطقة".
وقال معلق الشرون العسكرية في قناة التلفزة الصهيونية العاشرة، ألون بن دافيد، الليلة الماضية إنه على الرغم من الهدوء الذي يسود في كثير من الجبهات في الضفة الغربية، إلا أن تفجر الأوضاع في القدس سيفضي إلى اتساع دائرة الانتفاضة إلى هناك.