وبّخ ضابط بجيش النظام السوري عناصره بسبب السرقات الكبيرة التي قاموا بها في إحدى المناطق التي دخلوا إليها بالقول "بتخجّلوا" أي أن أفعالهم مدعاة للخجل، وذلك بحسب تسجيل مصور مسرب بثه ناشطون سوريون.
ويظهر في تسجيل المصور، ضابط برتبة كبيرة في جيش النظام يخاطب عناصره بانفعال بالقول "بتخجلوا.. هم يقطعوا رؤوس زملاؤكم ويقتلون ويسرقون زهرة شبابكم وأنتم تسرقون!"، في إشارة إلى ازدياد الخسائر في صفوف قوات النظام، قبل أن يبصق عليهم متوعداً أنه سيقوم بـ"تقويص (إعدام رميا بالرصاص)"، من يقوم بإمساكه متلبساً وهو يسرق أو يحمل مسروقات من منازل المدنيين.
وفيما لم يتبين في التسجيل الذي بلغت مدته 45 ثانية فقط رتبة الضابط أو زمان أو مكان الحادثة، فإنه يظهر من خلاله أن الحادثة تمت في منطقة جبلية فيها أحراش تشبه بطبيعتها الجغرافية منطقة القلمون بريف دمشق على الحدود اللبنانية أو منطقة ريف محافظة حمص (وسط) اللتان استعاد النظام السوري السيطرة على مناطق فيهما مؤخراً، بحسب تحليل مراسل "الأناضول".
ولم يتسنّ التأكد من صحة التسجيل من مصدر مستقل، كما لا يتسنى الحصول على تعليق رسمي من النظام السوري عليه بسبب القيود التي يفرضها على التعامل مع وسائل الإعلام وخاصة ما يتعلق بجيشه.
وأثار التسجيل موجة واسعة من التعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي التابعة لمعارضين، حيث رأى البعض أن الضابط كان غاضباً بسبب قيام عناصره بالسرقة دون أن يعطوه حصته، في حين رأى البعض الآخر أنه اختلاف على "اقتسام الغنائم".
بينما رأى قلة من المعلقين أن الضابط الذي ظهر في التسجيل هو من الضباط القلائل أو النادرين في جيش النظام الذين يعترضون على سرقة عناصرهم لمنازل المدنيين، في حين ذهب آخرون إلى أن المقطع عبارة عن "تمثيلية من أجل إصلاح صورة ضباط النظام البشعة في عيون السوريين".
وكان ناشطون سوريون معارضون، أطلقوا مؤخراً تسمية "عافش" على جيش النظام السوري على وزن تسمية "
داعش"، في إشارة إلى ما يفعله عناصر وضباط الجيش، حين يدخلون إلى مناطق تسيطر عليها قوات المعارضة، حيث يقوم أولئك العناصر والضباط وبرتب عسكرية مختلفة بسرقة محتويات المنازل من أدوات منزلية وأجهزة كهربائية ومفروشات، أي ما يعرف باللهجة العامية باسم "العفش" ومن ذلك اشتقت كلمة "عافش" أي من يقوم بسرقة ذلك العفش.
وأظهرت عشرات مقاطع الفيديو التي بثها الناشطون خلال الأشهر الماضية، قيام عناصر وضباط من جيش النظام السوري بسرقة مختلف أنواع الأجهزة الكهربائية من ثلاجات وغسالات وحتى اسطوانات الغاز المنزلي من منازل المدنيين في المناطق التي دخلوها وتحميلها في سيارات لبيعها في أسواق مخصصة تقام في مناطق خاضعة لسيطرة النظام بهدف بيع تلك المسروقات.
وقال الناشط الإعلامي محمد الناصر من ريف إدلب شمالي
سوريا، إن ظاهرة "التعفيش" أي سرقة جيش النظام لأغراض منازل المدنيين أو "العفش" بدأت منذ الأشهر الأولى للاحتجاجات في سوريا التي بدأت في مارس/ آذار 2011، حيث كانت قوات النظام السوري تداهم المنازل بحجة التفتيش والبحث عن معارضين مطلوبين ليقوموا بسرقة كل ما تقع أيديهم عليه من نقود ومجوهرات وأغراض ثمينة.
وأضاف الناصر أن الأمر تطور بعد سيطرة قوات المعارضة على مناطق واسعة في البلاد واشتداد المعارك مع قوات النظام التي تسعى لاستعادتها، حيث يقوم عناصر الأخيرة بعد استعادة السيطرة على إحدى تلك المناطق بسرقة كل ما تحويه منازل المدنيين وتحميلها بشاحنات بحجة أن هؤلاء من "الإرهابيين" أو يقومون بمساعدتهم.
ويطلق النظام السوري مصطلح "الإرهابيين" على كل من يحمل السلاح ضده من قوات المعارضة، وكذلك الأمر على تنظيم "داعش" الذي سيطر مؤخراً على نحو ثلث مساحة سوريا.
ومنذ منتصف مارس/ آذار (2011)، تطالب المعارضة السورية بإنهاء أكثر من (44) عاماً من حكم عائلة
الأسد، وإقامة دولة ديمقراطية يتم فيها تداول السلطة، غير أن النظام السوري اعتمد الخيار العسكري لوقف الاحتجاجات، ما دفع سوريا إلى معارك دموية بين القوات النظامية، وقوات المعارضة، حصدت أرواح أكثر من (191) ألف شخص، بحسب إحصائيات الأمم المتحدة.
وأعلنت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، نهاية أغسطس/ آب الماضي عن وصول عدد اللاجئين والنازحين السوريين إلى 9.5 مليون بعد نحو 3 أعوام ونصف العام على اندلاع الأزمة، بحسب بيان أصدرته أوضحت فيه ضرورة تقديم مساعدات عاجلة لهؤلاء.