أعلنت الأحزاب الإسلامية بالجزائر، الاثنين، "حالة
طوارئ قصوى"، ونصبت خلايا متابعة بأجهزتها القيادية، لمتابعة مجريات العملية الإنتخابية بتونس، وآمالها معلقة على فوز حركة "
النهضة"، بتونس.
ولم تهتم الأحزاب الإسلامية في
الجزائر بالانتخابات البرلمانية في
تونس، كما اهتمت بها هذه المرة، ورغم تدحرج "النهضة" إلى المرتبة الثانية بالانتخابات، إلا أن الأحزاب الإسلامية بالجزائر، أجمعت على أن حركة راشد الغنوشي، "أعطت مثالا حيا عن التداول السلمي على الحكم في تونس، وتمنت لو يحدث ذلك بالجزائر".
وقال عبد الرزاق مقري، رئيس"حركة مجتمع السلم"، لـ"عربي21"، الاثنين، إن "تونس أضحت مخبر صناعة التجربة الديمقراطية في العالم العربي"، وقال: "لم يكن يهم من ينجح، النهضة أم نداء تونس، ولكن هناك من كان يخشى فوز حركة النهضة، لأن العلمانيين لا يمكنهم أن يكونوا ديمقراطيين، بل إن العلمانية هي أكبر خطر على الديمقراطية".
وأشاد مقري بحركة "النهضة" التونسية ، وقال "إن سبب نجاح التجربة الديمقراطية التونسية، يكمن في وجود حركة إسلامية راشدة ، أثبتت قدرتها على غدارة الصراعات لصالح الوطن دون أن تتدخل المؤسسة العسكرية في هذا الصراع".
وكان مقري يقصد، بتدخل المؤسسة العسكرية، على ما يبدو، ما يحصل بالجزائر، حيث إنه كثيرا ما اتهمت الأحزاب الإسلامية بهذا البلد، العسكر بالتدخل في الشؤون السياسية.
وقال مقري: "في الجزائر، المؤسسة العسكرية تتحكم بنتائج العملية الانتخابية عن طريق التدخل المباشر، ولدينا دلائلنا بالأرقام".
ولم تظهر حركة"النهضة" بتونس، بمظهر الخاسر بالانتخابات، في عيون الجزائريين، بل إن أداءها طيلة عهدتها الانتخابية، واحترامها لكل المكونات السياسية في المجتمع التونسي، جعل منها البطل الذي يقبل بالتداول على الحكم.
ومعلوم أن الأحزاب الإسلامية في الجزائر، قد انتشت قبل عامين، بعد فوز حركة النهضة بالمجلس التأسيسي في تونس، وقيادتها البلاد "برئيس علماني".
وسعت الأحزاب الإسلامية إلى تكرار تجربة "النهضة" التونسية، في الجزائر خلال إنتخابات البرلمان 10 أيار/ مايو 2012، لكنها صدمت بنتائج ليست في صالحها وحازت مجتمعة على 44 مقعدا بالبرلمان، فاز "حزب جبهة التحرير الوطني" بالأغلبية المطلقة بمقاعده (220 مقعدا).
لكن قيادات الأحزاب الإسلامية إتهمت السلطة بتزوير
الانتخابات بصفة مفضوحة، حتى لا يصعد الإسلاميون إلى سدة الحكم.
وأسقط الأخضر بن خلاف، القيادي في "جبهة العدالة و التنمية" بالجزائر، التجربة الديمقراطية بتونس، مباشرة على الحاصل بالجزائر، وقال لـ"عربي21"، الاثنين، إن "السلطة بالجزائر مازالت تسير بمنطق تضليل وتزوير الانتخابات، وفرض مجرى انتخابي مشوه، وترفض دائما تشكيل لجنة مستقلة لتنظيم الانتخابات".
ورأى بن خلاف أن "النظام الجزائري مازال مصر على إفساد الممارسة السياسية ويظهر ذلك جليا في الإستحقاقات الإنتخابية". ودان بن خلاف ما أسماه بـ"انحراف المسار الانتخابي بحيث أصبحت الانتخابات عامل تفكك الدولة بدلا من أن يكون عامل لاستقرار مؤسساتها".
بدورها، قالت حركة "النهضة" الجزائرية، أن حركة النهضة التونسية "تسببت بنجاح كبير في الانتقال الديمقراطي الذي سيوفر الاستقرار والتنمية والاستجابة للاحتياجات الشعب التونسي في الرقي والازدهار وفق أسس صحيحة وسليمة".
وأفاد بيان للحركة، الاثنين، بأن "النهضة التونسية تنازلت عن حقها في الحكم لصالح المصلحة الوطنية والشعب التونسي وفوتت الفرصة على المتربصين بالتجربة التونسية لتضرب المثل النضالي لهذا التيار السياسي من المجتمع والذي طالما اتهم ظلما بعدم قبوله قواعد اللعبة الديمقراطية والتعايش".
واعتبرت "النهضة" الجزائرية، أن "نجاح العملية الانتخابية بتونس بمثابة صفعة كبيير للنخبة الديكتاتورية الحاكمة ولأعداء الحرية والديمقراطية التي أتت بها ثورة الياسمين في تونس، وأثبتت أن الشعوب العربية قادرة على تحقيق الاستقرار والحرية والديمقراطية حينما توفر لها أجواء ذلك، عكس ما تسوق له الأنظمة الاستبدادية".