علمت صحيفة "عربي21" من مصادرها الخاصة داخل
إيران عن تحرك كبير وجديد للحرس الثوري الإيراني في تجنيد الشيعة
الأفغان المعروفين "بالشيعة الهزارة" في معسكرات الحرس الثوري في شمال طهران ومعسكرات فيلق بدر العراقي"الشيعي"في الأحواز وإرسالهم إلى
القتال بجانب النظام في سورية.
وأشارت المصادر المطلعة من داخل إيران لـ "عربي21" إلى أن معسكر مهدي باكري التابع للحرس الثوري الإيراني الذي يقع على الطريق الدولي بين مدينتي المحمرة وعبادان استقبل أكثر من 1200 مرتزق أفغاني قادمين من مدينة مشهد الإيرانية.
وأكد المصدر نفسه بأن الشيعة الأفغان الذين تم تجنيدهم وتدريبهم على القتال في
سوريا وعدتهم الجهات الرسمية الإيرانية بإعطائهم الجنسية السورية وتوطينهم في دمشق وحلب وبعض المدن السورية إلى جانب رواتب شهرية لا تتعدى الـ 250 دولارا شهريا لمساعدة عوائلهم ماديا في إيران.
ويقدر عدد "الشيعة" الأفغان الذين تم تجنيدهم وتدريبهم على القتال في سوريا في معسكرات الحرس الثوري الإيراني بشمال طهران والأحواز بـ 12000 مرتزق تتراوح أعمارهم بين الـ 20 عاما و35 عاما وفقا لمصادر "عربي21" من إيران.
وتحصل عوائل
المرتزقة الأفغان الذين تم تجنيدهم للقتال في سوريا على كوبونات للحصول على الحصص التموينية التي تحصل عليها كل عائلة إيرانية شهريا كالأرز واللحم والزيت والسكر، ويتم تسجيل أطفالهم في المدارس الإيرانية الحكومية على حساب النظام في إيران.
وأضاف المصدر الذي قدم معلومات هامة وموثوقة من داخل إيران لصحيفة "عربي21" الإكترونية أن مراكز التجنيد الإيرانية للشيعة الأفغان نشطت بقوة في الفترة الأخيرة بمدينتي مشهد وطهران، وكان الدافع الأساسي لتطوع الشيعة الأفغان للقتال في سوريا هو الراتب الشهري الذي تحصل عليه عوائلهم الفقيرة في إيران، بجانب حصولهم على الجنسية السورية وتوطنيهم بشكل رسمي من قبل الحكومة السورية هناك.
ووفقاً للروايات التي تتناقل بين الأوساط الأفغانية داخل إيران، فإن المرتزقة الأفغان الذين شاركوا بالقتال سابقاً بجانب النظام في سوريا قاموا بسرقة أموال ومجوهرات السوريين الذين يتم اقتحام بيوتهم، ويتم بيعها في الأسواق الإيرانية، حيث اشتهر بعض التجار الإيرانيين بشراء التحف التاريخية التي سرقت من سوريا عن طريق المرتزقة الأفغان، وإدخالها إلى إيران بعد رجوعهم من القتال في سوريا.
ويذكر أن الشيعة الهزارة أو الشيعة الأفغان يعيش أكثرهم بدون إقامة قانونية داخل إيران، وتعد إيران أكبر دولة بالمنطقة يتواجد فيها الشيعة اللاجئون الأفغان وفقاً لإحصائيات الأمم المتحدة ويعمل الشيعة داخل إيران بصورة غير شرعية في المحلات التجارية وشركات البناء بمبالغ مالية زهيدة بسبب وجودهم غير الشرعي داخل إيران.
واستغل الحرس الثوري الإيراني الظروف المادية والقانونية التي يعاني منها الشيعة الأفغان داخل إيران، وقام بتجنيدهم وزجهم في حروب المنطقة، مما أثار غضبا وانتقادات أفغانية واسعة، بسبب استغلال النظام الإيراني والحرس الثوري لظروف اللاجئين الشيعة الأفغان في إيران وتجنيدهم للقتال في سورية.