خاطب العاهل الأردني عبد الله الثاني بعض الحاضرين تحت قبة
مجلس الأمة محتجا على أحاديث جانبية غير معتادة أثناء إلقائه لخطبة العرش، الأحد، إيذانا بافتتاح الدورة العادية الثانية لمجلس الأمة السابع عشر، قائلا: "لو سمحتوا يا إخوان"، الأمر الذي أثار الجدل حول إشارته للحضور من النواب أم الصحافة.
وسادت القاعة أحاديث جانبية غير معتادة خلال إلقاء
الملك عبد الله خطابه الملكي، مما اضطر الملك لتنبيه الحضور بالإشارة إلى التزام الصمت.
وذهب معلقون إلى الاستنتاج بأن الملك اعترض على سلوك النواب غير المكترث بخطابه، غير أن مقربين من الملك أكدوا لاحقا بأنه قصد بعبارته الصحافيين وليس النواب.
أمن الأردن من أمن أشقائه العرب
وفي خطابه قال العاهل الأردني إن "أمن الأردن جزء من أمن أشقائه العرب"، مؤكدا أن جيش بلاده سيشارك في التصدي للمخاطر التي تهدد الأمن العربي، في إشارة تشي بمشاركة أردنية أوسع في ما يوصف بـ"الحرب على الإرهاب".
وأوضح أن "أمن الأردن جزء من أمن أشقائه العرب، وسيظل هذا الجيش العربي المصطفوي، ورفاقه في الأجهزة الأمنية كما كان على الدوام مستعدا للتصدي لكل ما يمكن أن يهدد أمننا الوطني، أو أمن أشقائنا في الجوار، فالأمن العربي كل لا يتجزأ".
وبشأن مشاركة الأردن فيما يسمى "الحرب على الإرهاب"، قال: "واجبنا الديني والإنساني أن نتصدى بكل حزم وقوة لكل من يحاول إشعال الحروب الطائفية أو المذهبية وتشويه صورة الإسلام والمسلمين، ولذلك، فالحرب على هذه التنظيمات الإرهابية وعلى هذا الفكر المتطرف هي حربنا، فنحن مستهدفون، ولابد لنا من الدفاع عن أنفسنا وعن الإسلام وقيم التسامح والاعتدال ومحاربة التطرف والإرهاب، وإن كل من يؤيد هذا الفكر التكفيري المتطرف أو يحاول تبريره هو عدو للإسلام وعدوٌ للوطن وكل القيم الإنسانية النبيلة".
الموقف النيابي والحزبي من الخطاب
من جهته، قال النائب عبد المجيد الأقطش في حديث لـ"عربي21" إن له رأيا آخر حول ما تطرق إليه الملك في كلمته بشأن التزام الأردن بالحرب على الإرهاب وتأكيد على أن هذه الحرب هي حربنا، معتبرا أن ما يحدث في المنطقة هي "خلطة أمريكية لتخريب العالم العربي خدمة لليهود، ومحاربة الإسلام تحت مظلة محاربة الإرهاب، وإن الحرب الدائرة ليس لنا فيها أي مصلحه من قريب أو بعيد"، على حد قوله.
وأضاف الأقطش أن "الإرهاب هو ما فعله المالكي بالعراق من تقسيمها إلى سنة وشيعة، وكذلك ما فعله بريمر من حل للجيش العراقي، والعدوان الإسرائيلي على غزة، والاعتداء على المقدسات الإسلامية في القدس" المحتلة، معتبرا أن تشكيل تحالف دولي ضد "تنظيم الدولة"، في الوقت الذي تتجاهل فيه إرهاب إسرائيل، هو "قمة التناقض، وانحياز واضح وسافر، وهو مؤشر لأهداف خفيه يجري تحقيقها في المنطقة"، على حد وصفه.
ويختلف عضو جزب الجبهة الأردنية الموحدة، يوسف غزال، مع الأقطش، مؤكدا أن ما يجري في العراق وسوريا يحتم على الأردن الوقوف بحزم في وجه الإرهاب، وهو ما ذهب إليه الملك في خطابه.
واعتبر غزال أن ما يقوم به "تنظيم الدولة" من مجابهة المعارضة السورية المعتدلة على اختلافها ما هو إلا حماية للنظام السوري الذي قتل مئات الآلاف من أبناء شعبه وشرد الملايين في كارثه لم يشهدها التاريخ من قبل.
انتخابات لرئاسة المجلس
وبنتيجة متوقعة، فاز النائب عاطف الطراونة برئاسة مجلس النواب الأردني للدورة الثانية على التوالي في الانتخابات التي جرت بعد ظهر الأحد، بعد أن حصل على 79 صوتا، في أجواء سادتها الفوضى بسبب اتهامات بعض النواب بوجود مال سياسي أثر على النتيجة.