علمت "عربي 21" أن رئيس حكومة
السلطة الفلسطينية السابق سلام
فياض شرع في جهود لتعزيز فرصه في خلافة رئيس السلطة الحالي محمود
عباس، في حال قرر الأخير عدم الترشح في
الانتخابات الرئاسية القادمة كما هو مرجح.
وذكرت مصادر فلسطينية مطلعة أن فياض شرع في إجراء اتصالات مع عدد كبير من الشخصيات الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة لطلب دعمهم في ترشيحه.
ونوهت المصادر إلى أن فياض لازال على علاقة قوية مع عدد من مراكز النفوذ في السلطة الفلسطينية، التي تبدي حماساً لتوليه مقاليد الأمور بعد غياب عباس، سيما قيادات الأجهزة الأمنية وأصحاب الشركات المرتبطة بالسلطة الفلسطينية.
وأوضحت المصادر أن بعض النخب الفلسطينية المرتبطة بفياض شرعت في الترويج لفكرة خلافته لعباس من خلال عقد ندوات على نطاق ضيق والإسهاب في الحديث عن "ميزاته".
وشددت المصادر على أن فياض يراهن بشكل خاص على دعم الولايات المتحدة وأوروبا وإسرائيل لترشيحه.
وأعادت المصادر للأذهان حقيقة أن الغرب هدد مراراً في السابق بقطع المساعدات المالية عن السلطة في حال أقدم عباس على إقالة فياض من رئاسة الحكومة، مشيرة إلى أن الغرب سحب اعتراضه فقط بعد تعاظم المعارضة التي تبديها حركة "فتح" لوجوده في رئاسة الحكومة.
وأشارت المصادر إلى أن الخلافات بين فياض وعباس كانت شخصية وليست سياسية، مشيرة إلى تطابق مواقفهما من رفض
المقاومة وحماسهما للتعاون الأمني مع "إسرائيل".
وكانت نخب سياسية وعسكرية في إسرائيل أشادت بدور فياض في تحسين الواقع الأمني للمستوطنات، من خلال توفيره مظلة لدعم التعاون بين الأجهزة الأمنية لكل من إسرائيل والسلطة.
ويذكر أنه خلال مؤتمر "هرتسليا متعدد الاتجاهات" الذي عقد في يونيو 2011، أبلغ وزير الحرب الإسرائيلي السابق إيهود براك الحاضرين أنه حتى قادة المستوطنين في الضفة الغربية يقرون بالدور الذي قام به فياض في تحسين البيئة الأمنية للمستوطنات، مما عجل تحويل المستوطنة إلى بيئة جاذبة لليهود من جميع أرجاء "إسرائيل".
وقد ألقى باراك كلمته بينما كان فياض يحضر المؤتمر ويجلس في الصف الأول.
يذكر أن منظمات حقوق الإنسان وجهت انتقادات لاذعة لحكومة فياض بسبب الانتهاكات التي تعرض لها نشطاء حركة "حماس" الذين اعتقلوا في سجون السلطة، حيث تعرضوا للتعذيب الشديد.