بينما أطاحت الثورة والانقلاب والاحتجاجات والانتخابات في
مصر بأربعة رؤساء ومئات الوزراء خلال السنوات الأخيرة، بقيت الوزيرة السابقة
فايزة أبو النجا صامدة في وجه كل تلك التغييرات الدراماتيكية تتحدى الزمن وترفض مغادرة المشهد السياسي.
وظلت أبو النجا لنحو عقدين من الزمن لا يطالها التغيير في حكومات متعاقبة تغير رؤساؤها وأعضاؤها حتى استقر بها المقام مستشارة للرئيس عبد الفتاح
السيسي لشؤون الأمن القومي الذي أصدر السيسي قرارا جمهوريا بهذا الشأن الأربعاء، كما أصدر قرارا آخر بتعيين اللواء أحمد جمال الدين وزير الداخلية الأسبق مستشارا لرئيس الجمهورية للشئون الأمنية ومكافحة الإرهاب.
ولدت "فايزة أبو النجا" في عام 1951 في محافظة بورسعيد، وبدأت حياتها المهنية بالانضمام إلى وزارة الخارجية عام 1975، وتدرجت في المناصب داخل السلك الدبلوماسي حتى ترأست بعثة مصر الدائمة لدى الأمم المتحدة بجنيف عام 1999.
وتولت أبو النجا وزارة التعاون الدولي في 2001، في حكومة عاطف عبيد، واحتفظت بمنصبها في حكومات أحمد نظيف وأحمد شفيق وعصام شرف -أول رئيس وزراء لمصر بعد ثورة يناير- الذي أضاف لها حقيبة التخطيط بجانب التعاون الدولي، وبعد سقوط حكومة عصام شرف استمرت في منصبها في حكومة كمال الجنزوري، ولم تغادر منصبها إلا في السنة التي تولى فيها الدكتور محمد مرسي رئاسة الجمهورية.
ماسكة حاجة ع البلد؟
وانتقد "محمد عبد العزيز"، أحد مؤسسي حركة "تمرد"، القرار، وكتب ساخراً: "هي فايزة أبو النجا ماسكة حاجة ع البلد؟!! حد يفهمني هو انتو معندكوش غيرها؟!!.
وأضاف "عبد العزيز" -في تغريدة له على "تويتر" الأربعاء- : "سيادة الرئيس عايز الشباب يساعدوا في البناء معاك؟ جميل، تقوم تعين فايزة أبو النجا مستشارة للرئيس للأمن القومي؟!!! .. كده الشباب يبقى مطمن يعني؟"
وقالت الناشطة السياسية "إسراء عبد الفتاح"، المؤيدة للانقلاب، إن تعيين فايزة أبو النجا مستشارة للسيسي يجعلها تشك في وجود "اختراق إخواني" لمؤسسة الرئاسة.
وأضافت "عبد الفتاح" -في تغريدة لها على "تويتر"- أن القرارات الأخيرة تزيد من دعم جماعة الإخوان المسلمين في الشارع عبر زيادة السخط الشعبي على النظام الحاكم.
أما الناشط والمطرب الإخواني "محمد الصنهاوي" فكتب على صفحته على "فيس بوك" قائلا: "#قانون_بقاء_فايزة، في أي نظام معزول، فايزة أبو النجا لا تفنى ولا تستحدث من العدم، ولكن تتحول من صورة إلى أخرى، #كمية_فايزة_في_نظام_مغلق_لاتتغير".
وكتب الناشط المصري المقيم في الولايات المتحدة "أحمد غانم" قائلا: "المخابرات ماسكة ملفات على جميع السياسيين وبتحركهم، إلا فايزة أبو النجا والجنزوري، واضح إن هما اللي ماسكين ملفات على المخابرات! مفيش حكومة عسكرية من عهد محمد علي باشا لم تستعن بالجنزوري ولا بفايزة، حتى من أيام ما كانت أنثى!".
أما "مايكل لطفي" فقال: "تعيين فايزة أبو النجا مستشارة الرئيس للأمن القومي؟! يا أيتها السماء صبّي غضبك على كل اللي نزلوا 30 يونيو أو مضوا على تمرّد وأولهم أنا".
وقال "حاتم عزام"، نائب رئيس حزب الوسط عبر فيس بوك: "فايزة أبو النجا عادت، والجنزوري يلبي نداء الوطن، وتمكين شباب ثورة 19، واللي مالوش خير في فايزة مالوش خير في مصر".
وفازت "فايزة أبو النجا" عام 2010 بعضوية مجلس الشعب عن الحزب الوطني بمدينة بورسعيد، في الانتخابات التي شهدت تزويرا فاضحا وكانت أحد عوامل اندلاع ثورة يناير بعد بشهور قليلة.
وفي عام 2012-أثناء حكم المجلس العسكري للبلاد- قادت حملة تشويه ضد منظمات المجتمع المدني واتهمتها بالتورط في قضية التمويل الأجنبي.
مبروك يا فايزة
وكتب "أحمد الدريني" مقالا الخميس في صحيفة "المصري اليوم" قال فيه: "جاء تعيين الرئيس السيسي للسيدة فايزة أبو النجا مستشارًا للأمن القومي ليزيد من حيرتي الوجودية حول إكسير الحياة الذي تحتفظ به السيدة أبو النجا لنفسها، فتغري الأنظمة المتعاقبة على الاستعانة بخبراتها، أتذكر بوضوح، صوت مبارك المتحشرج وهو يقول لها: مبروك يا فايزة.. بعدما أدت اليمين الوزارية في الحكومة التي تم تشكيلها أثناء ثورة يناير برئاسة الفريق أحمد شفيق، بعد استقالة حكومة نظيف، بدا لي الأمر غيبيًا أكثر منها قابلًا للفهم البشري المعتاد. فهذه السيدة تمتلك شيئًا ما يعطل النواميس لصالحها، حتى إن مبارك ينسى في حضرتها أنه على وشك مغادرة منصبه ثم يهنئها بمنصبها، والشوارع في الخلفية تهدر مطالبة برحيله هو شخصيا!".
وكتب الناشط "محمد إبراهيم" على فيس بوك ساخرا: "وعلى سطح كوكب يبعد ملايين السنوات الضوئية عن مجرة درب التبانة، جلس كائن فضائي ذو ثلاثة أعين أمام جهاز حاسوب حديث تظهر عليه صورة لكوكب الأرض وهو يقترب ويقترب، ثم ظهرت ابتسامة مرعبة على شفتيه المشقوقتين عندما توقفت الصورة عند أهم عميل لجيش الفضائيين القرمزي على الإطلاق، ذلك الخبير الذي يبلغ من العمر خمسة وعشرين ألف سنة ضوئية، زوراستنيناسيون والمعروف علي كوب الأرض باسم "فايزة أبو النجا"!