كتبت لويزا لافلاك في صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور"، عن الدور العسكري
المصري في ليبيا ودعم الحكومة المصرية لنظام عبدالفتاح السيسي، وقالت "تراقب مصر بنوع من القلق ليبيا الممزقة وهي تنزلق في الفوضى. وتخشى حكومة عبد الفتاح السيسي مشاكل على حدودها الطويلة مع ليبيا، والتي تمتد على 700 ميل، وكذلك قام المصريون الغاضبون على النظام بتعزيز مهاراتهم العسكرية في مخيمات المتشددين بهذا البلد المضطرب".
وتضيف الصحافية أن الإسلاميين الذين أسهموا في عام 2011 بالإطاحة بنظام العقيد القذافي يقاتلون لتعزيز سلطتهم، فقد استطاعت الميليشيات المدعومة من الإسلاميين بسط سيطرتها على العاصمة طرابلس. وأعلنت عن حكومتها وبرلمانها، تاركة الحكومة والبرلمان اللذين يدعمهما الغرب في منفى داخلي في مدينة طبرق، شرق ليبيا.
وتشير الصحيفة إلى أن مصر وعدت بتقديم الدعم لحكومة المنفى في طبرق والتدخل، حيث انضمت لحلفائها في الخليج بتقديم دعم هو مزيج من المساعدة العلنية والسرية للجماعات المسلحة التي تفضلها.
وترى لافلاك أن هناك مصلحة مشتركة بين مصر والإمارات والسعودية في احتواء ما يرونه خطر الإسلاميين، ولهذا رمت بثقلها خلف حكومة عبدالله الثني في مدينة طبرق، ودعمت فصيلا منشقا عن الجيش ومعاديا للإسلاميين، الذي يخوض حربا ضد الإسلاميين في كل من بنغازي ودرنة.
وتنقل الصحيفة عن المحلل في شؤون الأمن الدولي في المعهد الملكي للدراسات المتحدة، (أتش إي هيليير) قوله "تتعامل السلطات المصرية مع ليبيا من خلال تجربتها الداخلية في مصر". ويحمل القادة المصريون مشاعر معادية للإسلاميين، وزيادة وتيرة التمرد بعد الإطاحة بالرئيس محمد مرسي في عام 2013.
ويلفت التقرير إلى مقتل مئات من الجنود المصريين في غضون عام، إذ تخوض القوات المصرية حربا مع المتمردين في المنطقة المضطربة من شمال سيناء، حيث يقوم نشطاء تابعون لأنصار بيت المقدس باستهداف الجيش المصري، الأمر الذي وصفه السيسي الشهر الماضي بـ "التهديد الوجودي"، وذلك بعد مقتل 31 جنديا الشهر الماضي.
وتجد الصحيفة أن الدور المصري المعلن ركز على تقديم الدعم وتعزيز قدرات كل من قوات الجيش والشرطة. وقال رئيس الحكومة المصرية إبراهيم محلب إن وزارة الداخلية ستقوم بتدريب القوات الليبية؛ حتى تستطيع مكافحة الإرهاب وحماية الحدود المشتركة بين البلدين.
وقال "يجب علينا دعم الاحتياجات الملحة للإخوة – الليبييين- حتى يكونوا قادرين على التنسيق في مستويات عالية، خاصة في مستويات الأمن، ونؤكد على تبادل المعلومات لمواجهة الإرهاب"، وفق التقرير.
وبحسب دبلوماسيين غربيين يشمل التعاون أيضا الدعم اللوجيستي والأمني على طول الحدود بين البلدين.
وتبين الصحيفة أن مصر عبّرت عن قلقها من التقارير التي تحدثت عن سفر المتشددين إلى ليبيا لتلقي التدريب، وليسهل عليهم العبور من مصر إلى الأراضي الليبية؛ نظرا لعدم وجود قوات تحرس المناطق الحدودية. وبحسب محمد الجراح، الزميل غير المقيم في مركز رفيق الحريري بالمجلس الأطلنطي "يمكنهم التحرك بحرية إلى المناطق ويمكنهم طلب المساعدة". موضحا أن هذه الجماعات متورطة مع جماعات التهريب، ويقدمون تأشيرات وجوازات للمتشددين حتى يتحركوا بحرية.
ويذكر التقرير أنه من الناحية السرية تتعاون مصر مع حلفائها في الخليج لتقديم الدعم للجنرال المتقاعد خليفة حفتر، الذي يخوض عملية أطلق عليها اسم "الكرامة" ضد الإسلاميين الذين يخوضون ضده عملية "فجر ليبيا".
وتفيد لافلاك بأنه في آب/ أغسطس قام طيارون إماراتيون بالانطلاق من قواعد عسكرية مصرية لضرب أهداف للإسلاميين في طرابلس، وفي الشهر الماضي قالت وكالة أسوسيتدبرس إن طائرات مصرية قامت بضرب مواقع الإسلاميين في بنغازي. ونفت مصر بشدة هذه المزاعم، إلا أنها لم تقنع المراقبين "ليس غريبا أن يفعل المصريون وحلفاؤهم هذا بطريقة سرية وغامضة" كما يقول الجراح.
ويعلق الجراح للصحيفة "لقد وقعوا اتفاقيات بأنهم لن يتدخلوا، ولكنهم لن يقفوا متفرجين في الوقت الذي يتأثر الأمن القومي بما يجري في ليبيا". ويقول التقرير إن قطر لعبت دورا في هذه المعركة، حيث يقال إنها أرسلت طائرة "سي-"17 محملة بالأسلحة لدعم الإسلاميين.
وبحسب هيللير هناك مشاعر متناقضة في القاهرة حول الجنرال حفتر "فمن ناحية، هناك دعم واضح لحربه ضد الإسلاميين، خاصة أنصار الشريعة في بنغازي، ومن ناحية أخرى هناك ثقة قليلة بشخص خليفة حفتر، وعليه لو ذهب والعملية مستمرة فلن يكون هناك تذمر في القاهرة"، بحسب التقرير.
وتختم الصحيفة بعرض لوجهة النظر الأخرى التي ترى بأن الحملة التي تدعمها القاهرة في ليبيا زادت من خطر الإسلاميين ولم تضعفهم، ففي ورقة قدمها فردريك ويري من مؤسسة كارنيغي ناقش فيها أن الحملة العسكرية قد أجبرت الإسلاميين على التحالف مع بعضهم، مما أثر على المجال السياسي المتوفر لدى الجماعات الإسلامية البراغماتية.