قالت مصادر قضائية ليبية، الاثنين، إن الغموض يحيط بمصير سيف الإسلام القذافي، وهو نجل الرئيس الراحل معمر القذافي، والمحتجز في مدينة
الزنتان، حيث يحاكم بعدة تهم بينها محاولة "إجهاض" ثورة "17 فبراير" التي أنهت حكم والده.
وأضافت المصادر، مفضلة عدم ذكر اسمها، إن محكمة الزنتان مغلقة منذ فترة عندما غادر قضاتها المدينة، إثر اندلاع المواجهات المسلحة بين كتائب موالية للواء المنشق خليفة حفتر، وقوات "فجر
ليبيا" في المناطق المحيطة بها.
وأشارت إلى أن الاتصالات المكثفة مع مسؤولين بالزنتان لم تفْضِ إلى شيء يؤكد سلامة نجل القذافي، الذي كان آخر ظهور له في 27 نيسان/ أبريل الماضي، عبر دائرة تلفزيونية مغلقة من بلدة الزنتان بغرب البلاد في جلسة محاكمة له.
وحول إمكانية نقله إلى طرابلس، قالت المصادر: "طلبنا نقله إلى أي جهة أخرى غير الزنتان والمدن المتوترة، عن طريق أي جهة دولية محايدة، لكن مقاتلي الزنتان لا يتجاوبون، ولا يريدون الحديث عن سيف، الأمر الذي أقلق القضاء بالفعل على مصير نجل القذافي، وسط منطقة مشتعلة، فكيف بنجل القذافي المتهم والمطلوب دوليا؟".
وكانت محكمة استئناف طرابلس أعلنت في الثاني من تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري تغيب نجل القذافي عن جلسة محاكمته المقررة في ذات اليوم، بسبب تعذر التواصل مع الجهات القضائية في الزنتان، لربط الدائرة المغلقة في قاعة المحكمة في طرابلس.
وأعلن القضاة حينها عن إمكانية اتخاذ إجراءات استثنائية بشأن محاكمة نجل القذافي، دون أن تكشف عن تفاصيلها.
وتحدث مسؤولون عن أن "إمكانية نقل نجل القذافي إلى طرابلس واردة بسبب الخوف على سلامته، فلم يعد من المقبول أن يبقى في منطقة متوترة كالزنتان".
من جهته، قال مدير قسم التحقيقات في رمكتب النائب العام، الصديق الصور، إن محاكمة نجل القذافي عن طريق الدائرة المغلقة من خلال ربط قاعة المحكمة بطرابلس بسجنه في الزنتان اضطر إليها القضاء الليبي بسبب صعوبات نقله إلى طرابلس.
وتابع بأن هذه الصعوبات استدعت تعديل المادتين (241 و 243) من قانون الإجراءات الجنائية الليبي، بإضافة فقرات تسمح بمحاكمة نجل القذافي عن طريق الدوائر المغلقة.
يشار إلى أن القوات الحليفة لحفتر في زنتان، تخوض منذ قرابة الشهر معارك مع قوات "
فجر ليبيا"، أسفرت عن نزوح عشرات الأسر من داخل المدينة، ومقتل وجرح العشرات جراء القتال المستعر حولها.
وانسحبت هذه القوات المكونة من لوائي
القعقاع والصواعق، من طرابلس في آب/ أغسطس الماضي، بعد انكسارها أمام قوات "فجر ليبيا"، التي تحاصرها من عدة محاور، ككلة جنوبا وغريان شرقا وجادو شمالا، في قتال دام لأكثر من شهر حول مطار طرابلس الدولي.
وألقت كتيبة تابعة لثوار مدينة الزنتان القبض على
سيف القذافي في صحراء ليبيا في تشرين الثاني/ نوفمبر 2011، لينقل إلى سجن بالزنتان قبل أن يظهر في أولى جلسات محاكمته في ذات المدينة في الثاني من أيار/ مايو 2013، بتهم "المساس بالأمن القومي والمشاركة في إجـــهاض ثورة 17 فبراير 2011 إبان اندلاعها".