تشكل قواعد
الصواريخ المضادة للدروع واحدة من أهم الأسلحة التي تستخدمها فصائل الثوار، ضد قوات النظام السوري، وأحد أهم عوامل صمودها أمام الهجمات التي يشنها النظام، في ظل التفوق الكبير للنظام على قوات المعارضة من ناحية نوعية وكمية السلاح الذي يمتلكه.
وتمكنت فصائل المعارضة من تدمير عدد كبير من آليات النظام باستخدام مضادات الدروع منذ بدء الاشتباكات بين الجانبين، وبخاصة في الآونة الأخيرة، حيث بات عدد من تلك الفصائل يمتلك أنواعاً متطورة من المضادات، كصواريخ "كورنيت" و"تاو" و"كونكورس" و"ميتس" أمريكية الصنع، وصاروخ "السهم الأحمر" الصيني.
ورصدت كاميرا الأناضول سرية "م.د" (مضادات الدروع)، في حركة "نور الدين الزنكي" التي تقاتل على عدة جبهات في
سوريا، خاصة في
حلب وريفها.
وأوضح نائب قائد السرية "أبو الأمير"؛ أنه يتم استخدام صاروخ كورنيت الأمريكي الصنع ضد كل الأهداف المتحركة لقوات النظام، مشيراً إلى أن مداه يبلغ 6.5 كم، ونسبة إصابته للهدف تتراوح بين 95 و98 في المئة، كما لفت إلى أن "امتلاك تلك الأسلحة النوعية سيكون له دور كبير في تحرير حلب وكافة الأراضي السورية".
وأكد أحمد ثلجة، قائد سرية "م.د"، المعروف بقناص
الدبابات في حلب، أن السرية تمتلك قاعدة صاروخ تاو التي تم استخدامها في تدمير أكثر من 20 هدفا مختلفا من دبابات "تي72" و "تي55"، ومدفع 57.
وأوضح ثلجة أن المجلس العسكري في حلب سلّم السرية مؤخراً قاعدة صواريخ كورنيت، التي تتميز بوجود كاميرا حرارية فيها تتيح استخدامها ليلاً وفي حالات الرؤية الصعبة، للتعامل مع مختلف الأهداف. وأضاف: "تمتلك السرية كذلك قاعدتي ميتس وكونكورس المضادتين للدروع، وكذلك صاروخ السهم الأحمر، الذي يستخدم للأهداف الخفيفة".
وأشار ثلجة إلى أنهم استخدموا تلك الأسلحة من قبل في استهداف آليات تابعة للنظام على جبهات "الراشدين" و"الوضيحي" و"حندرات" و"البحوث العلمية" و"المدينة الصناعية" في حلب، كما استخدموها في جبهة "صوران" شمال حلب؛ لمنع تقدم تنظيم "الدولة الإسلامية". وتعهد "بتدمير كافة الأهداف لدى النظام، من دبابات ومدافع ومقرات تابعة له، وللميليشيات الأفغانية واللبنانية المساندة له".
وكان عدد من دول ما يسمى بـ"مجموعة أصدقاء سوريا" قد سلمت فصائل مقاتلة تعتبرها "معتدلة" أسلحة متطورة مضادة للدروع العام الجاري، إلا أن تلك الدول لا تزال تمتنع عن تزويد الثوار بأسلحة مضادة للطيران، من شانها أن تقلب معادلة التفوق الجوي للنظام، بالرغم من استمرار الأخير بقتل آلاف المدنيين في البلاد نتيجة القصف بالبراميل المتفجرة بشكل خاص.