قال الخبير الاستراتيجي في شؤون النزاعات المسلحة علي الذهب إنّ "العملية التي قامت بها قوات الكوماندوز الأمريكية على الأرض اليمنية، مثّلت انتهاكا جسيما لسيادة البلد الوطنية"، غير أنها تُجسّد مدى خطر الوجود الأمريكي باليمن، بعد تجاوزه الأعراف والمحددات التي تنظم العلاقات بين الدول، وهو ما لم يحدث في أي دولة في منطقة الجزيرة العربية، رغم الوجود العسكري الأمريكي فيها بصورة أكبر.
وأضاف الذهب لــ"عربي21" أن "ضلوع الجيش الأمريكي بهذه العملية وسابقاتها، دون الاستعانة بقوات يمنية، يكشف عمق الهوة في التعاون الاستخباري بين صنعاء وواشنطن".
وكانت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، أكدت، السبت، قيامها بعملية برية في اليمن شارك فيها 40 من قوات النخبة بالبحرية الأمريكية أو ما يعرف بـ"سيلز" وصلوا على متن مروحيتين عسكريتين إلى موقع قريب من المجمع السكني الذي فيه يحتجز تنظيم القاعدة الرهينتين "لوك سومرز" وهو صحفي أمريكي، إلى جانب الرهينة بيير كوركي الذي يحمل الجنسية الجنوب أفريقية، انتهت بمقتلهما.
وأرجع الخبير اليمني، فشل عملية إنقاذ الرهينة الأمريكي لوك سومرز، لعدة أسباب منها "غياب دقة المعلومات التي تلقتها القوات الأمريكية، لنجاح العملية، وهذا أهم ما يجب توقعه، بالإضافة الى قيام قوات أمريكية بعملية من هذا النوع، في منطقة تسيطر عليها عناصر القاعدة استخبارتيا؛ طبيعي أن تكون مخرجاتها بهذه الطريقة". على حسب تعبيره.
وقال الذهب إنّ "تنظيم القاعدة، تمكّن من كشف كثير من العناصر التي قدمت معلومات استخباراتية تتعلق بها للمخابرات اليمنية والأمريكية في الوقت ذاته، ومنها تفاصيل خاصة بطبيعة عمليات الاستهداف المقبلة ضد نشطاء التنظيم"، مستدلاً "بالتسجيل الذي بثته القاعدة، لضابط المخابرات اليمني رشيد الحبشي قبل أسابيع، والذي اعترف بمعلومات تلقتها المخابرات اليمنية والأمريكية لها علاقة بأنشطة القاعدة في اليمن، ليتم العثور على الحبشي مقتولا بعد ذلك، في إحدى مناطق حضرموت شرق اليمن".
ولفت الى أن "جماعة (أنصار الشريعة) التابعة لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب، تعتمد على استراتيجية "التغير السريع" في الخطط والعمليات لاستهداف خصومها". مستبعدا أيّ تأثير على أنشطتها وعملياتها المقبلة، خصوصا في ظل الوضع الأمني المضطرب، وازدواجية الأدوار والوظائف الأمنية بين أجهزة الدولة الرسمية، والحوثيين التي فرضت نفسها بالقوة في هذا السياق. على حد وصفه.
وأكد الخبير الذهب أن "قاعدة اليمن، سجلت حضورا قويا في تنفيذ العمليات الإرهابية وسهولة الوصول إلى العاصمة والمدن الكبرى، نتيجة عدم قبول قوات الأمن والجيش اليمني، لجماعة الحوثي المعروفة إعلاميا بـ"أنصارالله" كشريك في المهام الأمنية، فضلاً عن وقوع عناصر الجماعة، والمتعاونين مع المخابرات الأمريكية واليمنية، أهدافا مشروعة لتنظيم القاعدة.
وبين الحين والآخر، تستهدف طائرات أمريكية بدون طيار عناصر تقول إنهم منتسبون لتنظيم القاعدة في عدد من المحافظات
اليمنية.
وبحسب حقوقيين، بدأت الطائرات الأمريكية بدون طيار توجّه ضرباتها في الأراضي اليمنية، في نوفمبر/ تشرين ثان 2002، بموجب اتفاق وقعته الإدارة الأمريكية مع الحكومة اليمنية، إبان عهد الرئيس السابق علي عبد الله صالح.
وتقول إحصاءات حقوقية إن عدد الضربات التي شنتها
الطائرات بدون طيار على اليمن خلال العام (2013) بلغت 35 ضربة جوية، راح ضحيتها 97 عنصراً مفترضاً من القاعدة على الأقل، و33 مدنياً، أغلبهم في محافظة البيضاء (وسط)، في حين بلغت عدد الضربات الجوية عام 2012 نحو 53.