أعلنت الهيئة العامة لمجلس شورى
التعليم الذي عقد في ولاية أنطاليا، عن كيفية ضخ دماء جديدة تتدفق في الشرايين الحيوية لتركيا الجديدة في القرن الـ 21. واتخذت قرارات استراتيجية هدفها الرئيسي، هو تنشئة جيل وطني وديموقراطي.
وقبل انتهاء مجلس الشورى من اتخاذ قراراته التي من شأنها إحياء الروح الوطنية، بدأت المنظمات المخربة والحمقى والرجال الذين يحملون مشعلة الوصاية من أصحاب النفس الطويل، يتسابقون في شن الهجوم على هذه القرارات.
ومن ثمَّ، على الفور تحركت شبكات الخيانة ضد الإجراءات التي ستتخذ لصالح الطالب والمعلم وأولياء الأمور. كما أن هؤلاء الحمقى لم يدخروا وسعاً في الهجوم بشكل بالغ فيما يتعلق بهاتين القضيتين الحيويتين. أولهما، زيادة عدد ساعات دروس مادة التربية الدينية من ساعة إلى ساعتين. وثانيهما، أن تكون دروس
اللغة العثمانية إجبارية بدلاً من أن تكون اختيارية.
تمعنوا بدقة وجوه المعترضين ومن يعيشون حالة من الجنون بسبب هذه القرارات. وأمامنا ثمة أحزاب وأوقاف ووصاة لم يكونوا غريبين على أحد. ومنهم على سبيل المثال، حزب الشعب الجمهوري الذي يعد امتدادا لعقلية الاتحاد والترقي (هي حركة معارضة و"أول حزب سياسي" في الإمبراطورية العثمانية)، وعبيد الغرب، كل هؤلاء هم من يتخوفون من الأجيال التي تحترم الوطن والديموقراطية والدين.
ومع الأسف، كانت
تركيا تنشئ الأشخاص الأجانب بالنسبة لها، بالمناهج التي تحولها الغرب إلى أداة لبلورة المجال التعليمي (كانت انجلترا في المقدمة)، وكانت لا تتجرأ على استجواب أي أحد. وكانت مدارسنا لا تُقلق أعوان الغرب من تربية أجيال تخجل من لغتها ومجتمعها وثقافتها وحضارتها. ولسبب ما كان لا يقلقها اغتراب شبابنا عن لغتهم وتاريخهم وأجدادهم وثقافتهم وحضارتهم، في امتدادهم لذهنية الاتحاد والترقي. وكان لم يسمع مجتمعنا الذي يمجد أشكال الحياة التي تعود لثقافات أخرى وكذا فنونها وزيها، كما لم يسمع شبابنا الذي يحتقر القيم الخاصة بأرضه، صوتاً سوى من الأجنحة الوطنية. ولكن الآن بات الحديث في كل شئ أمراً ضرورياً.
واليوم، هناك حاجة لأشخاص يستوعبون الحرية والديموقراطية الليبرالية والإرادة الوطنية، وليس عقولا عقائدية مشحونة بمعلومات جافة عن تركيا الجديدة. ومن ثمَّ، نشأة أجيال ديموقراطية: ونحن في عام 2014.
ومع الأسف، تترنح العناصر التي تتحرك حسب جو الانقلاب، وتحمل تلك العقلية، تحاول إعطاء توجيهاتها لتركيا بمثل هذه العقلية.
وإذا قمنا بتنشئة أجيال ديموقراطية، سيصلوا إلى مستوى مؤسسات وأشخاص يرون أنفسهم مختلفين عن الأمة وفي نفس الوقت في داخلها.
وفي حقيقة الأمر، سيكون لشبابنا صاحب المواقف الإنسانية والديموقراطية، دوراً في تثبيت الديموقراطية. وسيتعلم شبابنا اللغة العثمانية: وتطال اليد مزيدا من الكتب العثمانية والوثائق المكتوبة بها.
سيتم الوصول لأدق التفاصيل في التاريخ، سوف تنهض الأمة التي انفصلت عن ماضيها، على أقدامها من جديد. وسيتم التنقيب في الأرشيف العثماني الذي من شأنه إظهار المؤامرات التي حاكها الإنجليز والفرنسيين واليهود في الشرق الأوسط على مدى قرون. لذلك يتخوفون من تحقيق ذلك.
وشمر الغربيون والصهاينة الذين يستخدمون الولايات المتحدة الأمريكية كحصان طروادة، عن سواعدهم في تشويه سمعة العثمانيين، اللذين وزعوا العدل طوال التاريخ، وعملوا على تفتيت الدول العربية والإسلامية واحتلالها، وأبعدوا تركيا عن تلك الأماكن، حتى يصنعوا الشرق الأوسط كمستعمرة لأنفسهم. وكان الحمقى اللذين يفكرون كما أرادوهم، وبعض وسائل الإعلام التركية التي تعتبر امتداداً لوسائل الإعلام اليهودي، متعطشين لهم، كما وفروا لهم كافة الخدمات اللوجستية.
النتيجة
في الوقت الذي يتم فيه تلافي إهمال السنوات العشر أو حتى المائة سنة الأخيرة في مجال التعليم، فالهدف الأخير في تركيا الجديدة يتمثل في التالي:
تنشأة جيل يحترم الوطن والديموقراطية والدين، وجيل لديه القدرة على إدارة تركيا العظمى في المستقبل.
وعلى وجه الخصوص، يتم تقديمه لمن يكونون امتداداً لعقلية الاتحاد والترقي اليوم. ومن ثمَّ، لا يستطيع هؤلاء الحمقى المتخوفون من ذلك، إيقاف مسيرة حافلة بالنجاح لـ 77 مليون فرد في هذه الدولة.
عن صحيفة تقويم التركية