أعلن وزير الدفاع
العراقي خالد العبيدي الخميس، أن عدد الزوار
الشيعة الذين قدموا إلى مدينة
كربلاء المقدسة؛ لإحياء ذكرى أربعين الإمام
الحسين التي تصادف السبت، تجاوز 17 مليون شخص.
وقال العبيدي للصحفيين خلال زيارته المدينة "بلغ عدد الزوار العرب والأجانب أربعة ملايين ونصف مليون من ستين جنسية، وأغلبهم من الإيرانيين، فيما وصل عدد الزوار العراقيين إلى 13 مليوناً".
وكانت السلطات العراقية أعلنت هذا الأسبوع، أن أكثر من مليون إيراني عبروا الحدود بين البلدين لزيارة كربلاء.
وأشار إلى أن هذه الأعداد "أجبرت قيادة العمليات على تغيير خططها، وفتح منافذ جديدة إلى المدينة" الواقعة على مسافة 110 كلم جنوب بغداد.
وفي حين تصادف الذكرى السبت في 13 كانون الأول/ ديسمبر، إلا أن الملايين من الشيعة بدؤوا منذ أيام، التدفق سيراً نحو كربلاء لزيارة مرقد الإمام الحسين.
وتنفذ السلطات العراقية إجراءات أمنية مشددة خلال هذه الفترة، تشمل إغلاق العديد من الطرق الرئيسية في العاصمة، ومنع السيارات من عبور الطريق بين بغداد وكربلاء.
وتصادف ذكرى هذا العام بعد أشهر من سيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية" على مناطق واسعة في العراق، إثر هجوم كاسح شنه في حزيران/ يونيو. وتوعد التنظيم المتطرف في حينه بمواصلة الزحف نحو بغداد وكربلاء.
وقال محافظ كربلاء عقيل الطريحي: "إن زيارة هذا العام هي الأكبر، مضيفاً أنها استثنائية كون الزائرين اعتبروها تحدياً لعصابات
داعش الإرهابية".
وتأتي الزيارة بعد أسابيع من استعادة القوات العراقية، مدعومة بعناصر من الحشد الشعبي، السيطرة على منطقة جرف الصخر جنوب بغداد، الواقعة على مقربة من الطريق بين العاصمة وكربلاء.
وقال وزير الاتصالات حسن الراشد خلال زيارته الأربعاء هذه المنطقة، إن "الانتصارات التي تحققت في جرف الصخير، كان لها أثر كبير على المسيرة المليونية ضمن هذه المنطقة"، التي تشكل جزءاً مما يعرف باسم "مثلث الموت"، وشهدت سلسلة أعمال عنف طائفية خلال العقد الماضي.
وينتشر حالياً في هذه المنطقة ذات الطبيعة الزراعية، التي تمتد على مساحة واسعة بين بغداد وكربلاء والأنبار، مقاتلون من "الحشد الشعبي"، المؤلف من مجموعات شيعية تقاتل إلى جانب القوات الحكومية، منها "منظمة بدر" و"عصائب أهل الحق" و"كتائب حزب الله".
وأوضح الراشد، وهو أحد قادة "منظمة بدر"، أن"اليوم كل محيط كربلاء أصبح آمناً؛ نتيجة هذه الجهود ودماء الشهداء والتضحيات ومشاركة حقيقية لجهد الحشد الشعبي والقوات الأمنية".
وكثيراً ما تعرض الشيعة خلال إحياء مناسباتهم الدينية في الأعوام الماضية لتفجيرات وهجمات، أدت إلى مقتل العشرات. إلا أنه لم تسجل اعتداءات تذكر هذه السنة خلال عاشوراء، التي تجسد مقتل الإمام الحسين وعدد من أفراد عائلته، على يد جيش الخليفة الأموي يزيد بن معاوية في العام 680.