أعلنت مصادر أمنية عراقية عن وصول تعزيزات كبيرة من الأسلحة والجنود إلى محافظة
الأنبار، التي أخذ فيها المسلحون يهددون قاعدة
عين الأسد بدبابات ومدرعات وأسلحة ثقيلة.
فيما تحدثت مصادر عسكرية عراقية عن مشاركة قوات برية أمريكية للقطع العسكرية
العراقية لصد الهجوم ضد القاعدة الجوية التي يتواجد فيها المئات من المستشارين الأمريكيين.
وانشغلت قوات الجيش والشرطة والطيران الحربي للتحالف الدولي في الأيام الماضية بمواجهة أكبر هجوم مسلح للدولة الإسلامية، على إثر محاولته القيام بمحاصرة قاعدة عين الأسد في ناحية البغدادي 60 كلم غربي الرمادي عاصمة محافظة الأنبار من جهات عدة.
وكثف طيران التحالف الدولي بزعامة الولايات المتحدة الامريكية غاراته، وقصف معاقل المسلحين بعد محاولاتهم الاقتراب من القاعدة العسكرية التي تضم مستشارين عسكريين أمريكيين يمارسون مهام التخطيط والتدريب للقطع العسكرية العراقية.
وقال عضو مجلس محافظة الأنبار حميد الهاشم إن العشرات من العائلات بدأت حملة نزوح من البغدادي خشية أن تتطور المواجهات بين الجيش العراقي والتحالف الدولي من جهة ومسلحي الدولة من جهة أخرى.
وأضاف الهاشم أن "
داعش يتحصن في المواجهات المسلحة في منازل المواطنين ما يؤدي إلى تعرضها للقصف الجوي والمدفعي والنتيجة خسائر كبيرة في صفوف السكان المدنيين".
وتمارس
الدولة الإسلامية خططا عسكرية احترافية في تشتيت جهد القطع العسكرية العراقية وطيران التحالف الدولي والعراقي بفتح جبهات قتالية عدة.
وقال ضابط عراقي رفيع في قيادة عمليات الأنبار إن "تنظيم داعش شن هجوما من عدة محاور وقرى محيطة بقاعدة عين الأسد ومنها منطقة الجواعنة والميسرية والغربي والمعيميرة وشريعة وجبة في خطة عسكرية بحتة".
وأضاف أن المرحلة المقبلة ستشهد مواجهات عنيفة في المنطقة الغربية، مشيرا إلى أن قوات الجيش ستتحول من موقف الدفاع إلى الهجوم وسيكون ذلك متزامنا مع عملية تسليح العشائر للقتال إلى جانب الجيش.
وتتحدث المصادر أن طيران التحالف الدولي شارك وبقوة لصد الهجوم الذي استخدمت فيه الدولة الإسلامية أسلحة ثقيلة من مدفعية وصواريخ مختلفة إضافة إلى دبابات من نوع أبرامز ومدرعات استولى عليها في وقت سابق من الجيش العراقي في اعقاب هزيمة العاشر من حزيران الماضي، لكن المشاركة الفعالة لقوات برية وجوية امريكية الى جانب الجيش العراقي ساهمت في قتل العديد من المسلحين وتراجعهم.
وتوقع مراقبون استراتيجيون أن الضغط الذي تتعرض له قاعدة عين الأسد من مسلحي الدولة هذه الأيام سيجبر الحكومة العراقية والإدارة الامريكية على زج قوات برية أمريكية في مناطق محافظة الأنبار الغربية على حدود سوريا والأردن للمشاركة العسكرية في مواجهة الدولة الإسلامية.
وقال اللواء الركن المتقاعد علي الدليمي "باعتقادي أن هذا التهديد لأكبر قاعدة جوية غربي العراق سيدفع بالأطراف العراقية والأمريكية الى تسليح العشائر في الأنبار ومثلها في نينوى وصلاح الدين وتشريع قانون الحرس الوطني الذي تأخر كثيرا".
والأنبار التي تشكل مساحتها 34% من مساحة العراق الاجمالية تضم حوالي مليون وسبعمائة ألف نسمة 80 بالمئة منهم نزحوا الى محافظات إقليم كردستان العراق وبعض المدن الأخرى بينها العاصمة بغداد.