قال نائب رئيس وزراء
مصر الأسبق يحيي الجمل، إنه "خائف من البرلمان القادم" المنتظر أن تجري انتخاباته خلال العام المقبل، محذرا من أن ضعف التيار المدني سيتسبب في ضياع الوطن إذا استمر في التشرذم.
وفي مقابلة خاصة، في مكتبه غربي القاهرة، لم يستبعد الجمل، خروج المصريين مرة أخرى للمطالبة بالعيش والحرية والكرامة إذا لم يجدوا اتجاها نحو ما يرونه "صحيحا" في مصر، منوها بأنه يتمنى ألا يحدث ذلك وتظلّ مصر في فترة استقرار طويلة.
ودعا الجمل، عبد الفتاح
السيسي، إلى تشكيل جبهة سياسية واسعة تسانده، محذرا من "إمكانية أن يكون البرلمان المقبل ليس في صالح النظام السياسي".
الجمل الذي يتجاوز 80 عاما يرى، أنه "لا عودة للإخوان كجماعة أو حزب"، داعيا "التيارات المدنية إلى التكتل وإلا ضاعوا وأضاعوا مصر".
واعتبر أن التيار الديني "لم يعد قويا غير أنه يتواصل مع المصريين" معربا عن قلقه من أن "يتسلل الخلايا النائمة للإخوان أو فلول الحزب الوطني المنحل إلى البرلمان في ظل ضعف الأحزاب المدنية"، مستبعدا حل البرلمان المقبل رغم الانتقادات القانونية الموجهة إليه.
وقلّل الجمل من أهمية إجراء تعديلات على الدستور الحالي عقب انتخابات البرلمان المقبل، مرحبا بتعديلات بعد فترة وفق إرادة الشعب المصري.
وقال إن "القانون مطبق في مصر بصورة عامة والنظام القضائي يحتاج إعادة نظر لدعمه"، مشيرا إلى أنه مع المحاكمات العسكرية لمن يعتدي على المنشآت والجنود وفق ضوابط القانون.
وحول إمكانية إلغاء قانون التظاهر في مصر الذي يثير انتقادات كثير يري الجمل أن "كل دولة فيها قانون تظاهر وهناك فرق بين الحرية والفوضى".
وإلى نص الحوار:
كيف ترى مصر الآن ومستقبلها؟
- أرى أن مشاكل مصر كثيرة جدا إنما مصر بدأت طريق السلام، فعلى رأس مصر رجل يحب مصر ويحبه المصريون وانتخب انتخابات مباشرة سلمية، بعدما هو والجيش والشعب المصري أنقذوا مصر من ضلال الذين كانوا يحكمون عبر عام.
وأرى الأمن يستقر أكثر والسياحة تزداد وإذ زادت السياحة سيزداد الاقتصاد تحسنا وقوة وهذا سيجعل مصر تخطو خطوات للأمام.
كيف تقرأ بقاء الجيش المصري للتأمين في الشوارع؟
- ماذا يعمل؟ .. هناك ضلالية ينتظرون أي فرصة من أجل التخريب، الجيش والبوليس موجودون مع بعض لحماية البلد وليس للتدخل، وأنا وجماهير الشعب المصري لا يستشعرون أن الجيش يتدخل معنا ولكن يتدخل لحماية المنشآت.
ولكنّ معارضين يريدون للجيش أن يتفرغ لمواجهة التهديدات الخارجية ومنها ما هو ظاهر في سيناء؟
- الجيش موجود بكثافة هناك ولكن حماية المنشآت عملية بسيطة لا تحتاج كتائب ولكن مجموعة أفراد.
كيف تنظر للحديث المستمر عن الحفاظ على الدولة من جانب المسؤولين؟
- هناك دولة طبعا والدولة شعب وإقليم وسلطة ونحن خطونا في مصر نحو أن تكون السلطة فيها جزء كبير من الإرادة الشعبية، وأعتقد أن الخطوة الأولي وضع الدستور كانت موقفة والخطوة الثانية انتخاب الرئيس كانت موفقة ولكن الخطوة الثالثة خائف منها وهي انتخابات البرلمان لأنه ليست هناك أحزاب مدنية قوية وأحزاب كثيرة منها مهترئة للأسف الشديد.
هل يؤثر ذلك على سلامة المرحلة الانتقالية في مصر؟
- الخطوة الثالثة من المرحلة الانتقالية مهتزة في نظري، وأنا خائف منها وخائف أن البرلمان يتسلل إليه الخلايا النائمة من الإخوان المسلمين وفلول الحزب الوطني.
ولكن التيار الديني لم يعد بالقوة كما يقال في مصر؟
- لم يعد بالقوة ولكن له خلايا نائمة ويعرف الاتصال بالناس، لكن للأسف التيار المدني مفكك هناك 100 حزب، ليس لها وجود على أرض الواقع .
ماهي النصيحة التي توجهها للتيار المدني؟
- تكتلوا تفاهموا لأن مصر ستضيع ونحن سنضيع معها لو استمرت بهذا التشرذم.
كيف ترى مستقبل الرئيس السيسي؟ وهل تعتقد أنه يجب أن يكون له ظهير أو جبهة؟
- أتمنى له التوفيق لقد أنقذ مصر من مصيبة، ولابد أن يكون له ظهير واسع يسنده وأنا أعتقد أنه لديه هذه الفرصة وهناك أناس كثيرون يريدون التعاون معه ولابد أن يكون ظهير قوي ومتماسك ومنظم سواء عبر حزب أو جبهة، وأعتقد أن جبهة أفضل باعتبار أنه لا يريد أن يكون في حزب.
كيف تري موقف جماعة الإخوان خصم السيسي الأبرز؟
- أيديولوجيتهم قائمة على امتلاكهم الحقيقة وهذا خطأ أن تتصور أن تملك الحقيقة وتقصي كلّ شيء وهذا يبعدك عن كل شيء ويبعدك عن أيّ عمل وطني.
هل يمكن عودة الإخوان للمشهد المصري الآن أو في ظل رئيس آخر خاصة وهم يرون أنهم تم إفشالهم؟
- لا خلاص تم كشفهم خلال حكمهم والناس ترفضهم وهم أفشلوا أنفسهم .. كان حكمهم مسرحية هزلية.
هل ترى أهمية وجود مصلحة وطنية مع من يريد من يرفض العنف من تيار الإسلام السياسي وتحديدا جماعة الإخوان؟
- من يرفض العنف ومن ثبت أنه لم يرتكب جرائم مالية أو جنائية مواطن مصري أهلا وسهلا مرحبا به ولكن كأفراد وليس كجماعة أو حزب لأن الدستور يرفض إقامة الأحزاب على أساس ديني.
نذهب مرة أخرى إلى الانتخابات البرلمانية التي بحسب مسؤولين ستجري في الربع الأول من العام، كيف تراها؟
- لست كثير التفاؤل، وخائف وأخشى من ضعف الأحزاب المدنية.
بنظرك، هل البرلمان في صالح النظام السياسي المصري أم أنه عقبة أمام رئيس ليس له ظهير سياسي؟
- أرجو أن يكون في صالح النظام السياسي ولكني أخشي ألا يكون .. فليس هناك أحزاب مدنية قوية علي الساحة.
البرلمان المصري ليس مؤهلا للحل إذا طعن على قوانينه في ظل انتقادات كثيرة لها؟
- قانون الانتخابات وقانون الدوائر في تقديري ليس فيهما عوار دستوري ولكن لا أدعي أنني قمت بدراسة مفصلة لهما.
هل ترى بعد مجيء البرلمان أهمية إجراء تعديلات بالدستور الحالي وسط مطالبات لشخصيات سياسية بها؟
- الدستور المصري ليس فيه ما يقتضي التعديل حتما غدا، فهو في مجمله جيد، وأرحب بإجراء التعديل بعد فترة بإرادة الشعب المصري.
كيف ترى تطبيق القانون في مصر؟
القانون يطبق، بصورة عامة يطبق، ولكن العائق الأساسي النظام القضائي، فالعبء عليهم ضخم وسط أعداد ضخمة من القضايا، فلابد إعادة النظر في النظام القضائي أعداد القضاء في النظام كله وفي إجراءات المرافعات، لابد.
كيف نحافظ على القانون والحريات في ظل مواجهة الإرهاب؟
- هذه هي المواءمات، أنا في أعقاب 25 يناير كنت في الحكومة وكنت إلي حد كبير رئيس الوزراء الفعلي، ويومها اقترحت تجربة جنوب أفريقيا نقوم بمحاكمات سياسية للمسائل المالية والجنائية ووافق عليه مجلس الوزراء، ولكن المجلس العسكري قال "خلينا في المحاكمات العادية أفضل الدول ستهاجمنا فكانوا محتاطين وهذه هي النتيجة، مبارك خد براءة ولم تسترد الأموال المهربة".
التوسع في المحاكمات العسكرية هل أنت معه؟
- بالضوابط التي يضعها القانون وتتمثل في العدوان علي منشآت عسكرية والجنود وأكرر بالضوابط التي وضعها القانون.
الحريات في مصر في ظل قانون التظاهر؟
- لا يوجد دولة في العالم ليس بها قانون تظاهر، فلابد من قانون تظاهر فالفوضى شيء والحرية شيء.
كيف ترى ثورة يناير في ذكراها الرابعة؟
- هي قطعا ثورة حقيقية ونقلت مصر وكسرت حاجز الخوف وأزالت عهد مبارك و"قدرت بعد كده تعمل 30 يونيو وتزيح حكم الإخوان".
أخيرا، هل المصريون سيخرجون مرة أخرى إذا لم يجدوا اتجاها نحو ما يرونه "صحيحا"؟
- أعتقد ولكن أرجو ألا يحدث هذا أرجو فترة من الاستقرار طويلة.
على أي أساس تتوقع أن يخرج المصريون وقتها؟
- يخرجون من أجل العيش والحرية والكرامة.