قال رئيس الوزراء التركي، أحمد داود أوغلو إن "العصابة الموازية لا يمكنها طمس قصة النجاح هذه، مهما بلغت الدعايات والحملات التي تقوم بها في الخارج. وليقوموا بحملات توجيه الرأي العام وتشكيله، كيفما شاؤوا، فلا قِبَل لتلك الحملات أن يكون لها تأثير في ضمير الإنسانية، حتى وإن كان لها تأثير لدى بعض الأوساط".
جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها رئيس الحكومة التركية، مساء الخميس، على مأدبة العشاء التي أُقيمت على هامش المؤتمر السابع للسفراء الأتراك، في العاصمة أنقرة، التي أوضح فيها أن قصة النجاح التي تعيشها
تركيا، ليست خاصة بـ77 مليون تركي فحسب، "وإنما ثمة نصيب فيها لبوسني في سراييفو، وتركي في مقدونيا، وألباني في ألبانيا، وأذاري وكازاخي، وصومالي في الصومال، فهم يسعدون بقصة النجاح تلك، وذلك لأن تركيا لو أصبحت قوة صاعدة فإنها ستهب لتصل إليهم إذا اقتضت الضرورة ذلك، وتمد أيديها إليهم لنصرتهم".
وأشار داود أوغلو إلى أنه قام بتحويل بعض المبادئ الأساسية التي أكدها في المؤتمر الطارئ لحزب "العدالة والتنمية" الحاكم، إلى برنامج حكومي، مشيراً إلى أن هذه المبادئ "عبارة عن ترميم وإعادة تجديد وبناء للأفكار والأهداف".
ولفت إلى أن هناك "استمرارية وتغييراً دائماً في عمليات الترميم وإعادة التجديد والبناء"، مضيفاً أن "هدفنا في بوصلتنا النهائية هو القراءة الصحيحة للتغير القائم على التطورات الإقليمية والعالمية، وتقديم الإجابات والردود الصحيحة لهذا التغير، وذلك من خلال المزج بين عناصر الاستمرارية التاريخية والمركزية الجغرافية".
ولفت رئيس الحكومة التركية إلى أن الديمقراطية في تركيا ستتأصل بشكل أكبر من خلال الانتخابات النيابية التي ستشهدها البلاد في حزيران/ يونيو المقبل، مخاطباً
السفراء: "إياكم أن تفقدوا بصيرتكم ودرايتكم إزاء تأثير الحملات التي يقوم بها البعض في البلدان التي توجدون فيها، واعلموا جيداً أن الدولة التركية قوة صاعدة بما تملكه من ديمقراطية متأصلة، واستيعاب ثقافي ونهج تكاملي".
الحذر حيال الإسلاموفوبيا
وشدد داود أوغلو في حديثه مع السفراء على ضرورة الانتباه بشكل كامل حيال ظاهرة الإسلاموفوبيا وانتشارها بشكل كبير، مشيراً إلى أن هذه الظاهرة انتشرت من خلال استغلال الأعمال الإرهابية التي يتم ارتكابها بين الحين والآخر باسم الدين الإسلامي، وأكد أن هذا الدين لا يسمح بمثل هذه الأعمال على الإطلاق.
وتطرّق داود أوغلو إلى الأعمال الإرهابية التي وقعت مؤخراً في اسطنبول وباريس ونيجيريا، مشيرا إلى أن "هناك حاجة ماسة لمحاسبة دولية لهذه الأعمال الإرهابية، بشكل حاسم".