استيقظ مزارعو الأغوار الشمالية على الحدود مع الأردن، الأحد، على موجة صقيع طالت الأراضي الزراعية المكشوفة في تلك المنطقة، التي تعد بأنها سلة غذاء
فلسطين.
ويأتي هذا الصقيع، تزامناً مع المنخفض الجوي والعاصفة الثلجية "هدى"، الذي تعرضت له فلسطين ومنطقة الشرق الأوسط، منذ مساء الثلاثاء الماضي، ويستمر حتى الأحد.
وقال وكيل وزراعة
الزراعة في حكومة التوافق الوطني الفلسطينية، عبد الله لحلوح، إن إجمالي المساحات المزروعة التي تعرضت إلى أضرار، خلال العاصفة الثلجية " هدي" وموجة الصقيع التي تبعتها، بلغت 50 ألف دونم (11.905 فدان).
وأضاف لحلوح، الأحد، أن هذه المساحات في
الضفة الغربية فقط، لعدم الحصول على البيانات المطلوبة من قطاع غزة، حتى اليوم الأحد، مشيراً أن قيمة الأضرار لن يتم احصائها حتى نهاية الأسبوع الجاري، للتعرف على تفاصيل كاملة حول الاضرار التي تعرضت لها الأراضي المزروعة خلال العاصفة الثلجية " هدي" وموجة الصقيع التي تبعتها.
وأوضح وكيل وزراعة الزراعة الفلسطيني، أن الغالبية العظمى من المساحات الزراعية المتضررة كانت في مناطق طوباس والأغوار الشمالية، وهي منطقة مزورعة بالمحاصيل الزراعية، وتعد سلة غذاء فلسطين، تبعتها مناطق في محافظة جنين شمال الضفة الغربية، وبيت لحم.
وقال مدير زراعة محافظة طوباس، مجدي عودة، إن الأرقام الأولية تشير إلى تعرض نحو 7143 فدان (30 ألف دونماً) من الأراضي المزروعة إلى الصقيع في مناطق طوباس والأغوار الشمالية.
وأضاف عودة، أن هذا الصقيع أثر على أكثر من 80? من المحاصيل الزراعية في تلك المساحات، كالبطاطا، والفلفل بأنواعه والكوسا، والقرنبيط والباذنجان، والليمون، والسبانخ والخس، والفجل، والخيار، مشيراً إلى أن الخسائر ستتزايد مع استمرار الصقيع خلال الأيام القادمة.
وحذرت دائرة الأرصاد الجوية الفلسطينية، الأحد، من خطر تشكل الصقيع، خلال الأيام القادمة، مع انحسار المنخفض في كافة مناطق الأراضي الفلسطينية (الضفة الغربية وقطاع غزة).
ومع توقعات بارتفاع مساحة الأراضي الزراعية المكشوفة المتضررة بفعل الصقيع، خلال الأيام المقبلة، لتصل إلى نحو 16.6 ألف فدان (70 ألف دونماً)، بحسب عودة في مناطق طوباس والأغوار فقط، فإن ارتفاعاً منتظراً على أسعار الخضروات، سيكون خلال الأيام والأسابيع القادمة.
وخلال منخفض (أليكسا) الذي ضرب الأراضي الفلسطينية في موسم الشتاء الماضي، بلغت مساحة الأراضي الزراعية التي تعرضت للصقيع، وتلفت محاصيلها، نحو 13.095 ألف فدان، (نحو 55 ألف دونماً).
وأوضح مدير زراعة محافظة طوباس، أن كلما تعرضت المحاصيل الزراعية إلى الصقيع خلال السنوات الماضية، شهدت أسعار هذه المحاصيل ارتفاعا بنسب قد تصل إلى 500? في الأسابيع التالية، وهذا متوقع وبشكل أكبر خلال الفترة القادمة.
وأضاف عودة، أن الخضراوات بشكل عام سترتفع أسعارها، بسبب الاضرار التي تعرضت لها المرزعات خلال الأيام الماضية، وهذا يعني تراجعاً في حجم الإنتاج المحلي، مع بقاء نسب الطلب على حالها، وبالتالي ستشهد الأسعار ارتفاعات كبيرة.
وقبل العاصفة "هدى" بأيام، ارتفعت أسعار عديد من السلع الاستهلاكية وخاصة الخضروات والفواكه، لأسباب عزاها التجار لانخفاض درجات الحرارة ما قلل من الإنتاج، وزيادة الطلب على السلع.
وبحسب تصريحات لرئيس جمعية حماية المستهلك الفلسطيني، صلاح هنية، فإن أسعار الخضروات الرئيسية (البطاطا، البندورة،القرنبيط، الفلفل بأنواعه، البصل، والليمون)، ارتفعت بنسبة وصلت إلى 80? منذ مطلع الأسبوع الجاري، بحجة زيادة الطلب عليها خلال الأيام الماضية، وانخفاض درجات الحرارة التي قللت من الإنتاج.
وفي سياق متصل، توقع عدد من مربي الدواجن، في الضفة الغربية، نفوق أكثر من 150 ألف فرخ دجاج ( كتكوت)، خلال المنخفض الجوي الحالي، بسبب تدني درجات الحرارة إلي ما دون 5 درجات تحت الصفر في بعض المناطق.
وأضاف المربين خلال تصريحات لمراسل الأناضول، أن 150 ألف فرخ دجاج ( كتكوت) هو رقم أولي، وأنهم يقومون بحصر الأضرار على مزارع الدواجن، لكن بالتأكيد ستشهد أسعار بيع الدواجن للمستهلك ارتفاعاً، منذ اليوم الأول لفتح الأسواق أبوابها أمام المتسوقين.
يذكر أن إجمالي خسائر القطاع الزراعي، خلال موسم الشتاء الماضي، بلغ قرابة 200 مليون دولار، بحسب تصريح لوزير الزراعة السابق في الحكومة الفلسطينية وليد عساف.