انتقد نائب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، أحمد
الريسوني، تغير الموقف الرسمي
المغربي من الانقلاب في مصر، عقب زيارة وزير خارجية مصر، سامح شكري، للمغرب، وصدور بيان مشترك صدر الجمعة.
وقال إن
علال الفاسي هو "أول عالم درس علم المقاصد في الجامعات العربية، وأول عالم جعل حقوق الإنسان مقصداً من مقاصد الشريعة".
وأعلن أحمد الريسوني، رفضه لتغيير المغرب موقفه من النظام المصري الحالي الذي جاء في أعقاب انقلاب 3 تموز/ يوليو 2013.
وقال الريسوني، عقب إلقائه محاضرة في مقر حركة التوحيد والإصلاح، مساء الجمعة: "هذه طريقة مؤسفة، قلنا إنه انقلاب"، قبل أن يتساءل: "هل تغير؟ أم لم يعد انقلاباً؟".
وشدد الريسوني، في أثناء ردوده على أسئلة المشاركين، في محاضرة تحت عنوان "معالم التجديد عند علال الفاسي"، على أن ماجرى في مصر انقلاب قائلاً: "هذا انقلاب دموي، أخر مصر عشرات السنين، وسيظل هذا موقفنا حتى نلقى الله عليه".
وأكدت الرباط الجمعة، موقفها المساند لخارطة الطريق في مصر، في الوقت الذي أعلنت فيه القاهرة التزامها بالوحدة الترابية للمغرب، وذلك في بيان مشترك لوزيري خارجية البلدين، الجمعة، في ختام مباحثات، جرت في مدينة فاس.
ودعا الريسوني الدولة المغربية إلى قراءة كتابات عباس الفاسي، باعتباره آول عالم درس مادة "مقاصد الشريعة" كمادة مستقلة عن باقي فروع المعرفة الإسلامية، وتحولت تجربته إلى المعرفية الفكرية المقاصدية إلى صحوة مقاصدية يعيشها العالم العربي والإسلامي.
وقال الريسوني، إن "علال الفاسي في حده الأدنى رجل دولة، يعيدنا إلى علماء الصحابة وعلماء السلف، وعلى المستوى المتوسط والبعيد سيكون رجل أمة ورجل نهضة، و لو أردنا للمغرب أن ينهض وللأمة العربية أن تنهض، يجب أن نعيد قراءة كتابات علال الفاسي".
وسجّل الريسوني أن علال الفاسي هو أول من درس مقاصد الشريعة في الجامعات على الإطلاق، رغم أن ابن عاشور كان يدرس موافقات الشاطبي في جامعة الزيتونة، وهو ما سيتبناه ويطوره فيما بعد محمد بلبشير الحسني، الذي كان له فضل في صناعة مادة مقاصد الشريعة، في جامعة الرباط، قبل آن تنقلها جماعة قسنطينة الجزائرية.
ولم يتوقف الريسوني عند هذا الحد، بل زاد على أن علال الفاسي هو "أول عالم يدخل حقوق الإنسان كمقصد من مقاصد الشريعة، بل أكبر من هذا، فأن حقوق الإنسان مقصد أصلي من المقاصد، وطرح في كتابه "مقاصد الشريعة" حقوق غير مسبوقة كحقوق المرأة وحق الحياة وحق العمل.
وأضاف الريسوني،أن "الجواب الذي طرحه علال الفاسي قبل خمسين عاماً، يحتاجه الوطن كما تحتاجه الحركة الإسلامية، التي انطلقت من الصفر في بعض القضايا وهي لم تكن بحاجة إليها، لأنها لم تلتفت إلى أفكار أمثال علال الفاسي".
واعترف الريسوني وهو الفقيه المقاصدي أن ما يجمعه مع علال الفاسي بشكل حميمي هو علم المقاصد، موضحاً أن المختصين في ذلك قلائل، ذكر منهم الشاطبي، وابن عاشور، ثم علال الفاسي الذي جدد المقاصد.
و أشار نائب رئيس اتحاد علماء المسلمين إلى أن علال الفاسي كان مجدداً في كل شيء، بكل فكره وإنتاجه، فجمع مؤهلات التجديد كلها، على حد قول الريسوني.
و بدأ الدكتور الريسوني، حديثه بسرد نبذة حول الراحل علال الفاسي، منها أن الراحل علال الفاسي "تخرّج من القرويين وحاط بكل العلوم و أخذ العلم من منابعه وله ثقافة عصرية، القانون، الفرنسية، مثقف حقوقي، دراسة التاريخ.. جمع بين المدارسة والممارسة فهو عالم ميداني، مؤهل للتجديد".
وأكد الريسوني على أن الفقيد كان يعدّ حقوق الإنسان من المقاصد الأساسية، وبذلك يعدّ مجدداً في المقاصد، كما أنه عدّ مقاصد الشريعة مصدراً أبدياً للشريعة الإسلامية.
وتميزت المحاضرة الافتتاحية، بحضور وجوه وشخصيات وازنة، يتقدمها نجل الراحل علال الفاسي، عبد الواحد الفاسي، والقيادي في حزب الاستقلال، المعارض الأستاذ محمد الخليفة، الذي قدم من مدينة مراكش، بالإضافة إلى ممثل مؤسسة علال الفاسي، الدكتور مبارك ربيع، والأستاذ الفلسطيني خالد الحسن، وعدد من الأساتذة والباحثين المهتمين بفكر علال الفاسي.
وتجدر الإشارة، إلى أن سلسلة دروس سبيل الفلاح في نسختها الجديدة، ستعمل على التعريف برموز وأعلام الفكر المغربي، أمثال علال الفاسي، ومحمد بلعربي العلوي، والمختار السوسي، وعبد الله كنون، وغيرهم من الأسماء التي بصمت بفكرها وعلمها تاريخ المغرب المعاصر.