انطلقت عدة مظاهرات ووقفات احتجاجية في ريف
سوريا المحرر على إعادة نشر الرسوم وللتنديد بالأفعال المستفزة للمسلمين من قبل "شارلي ايبدو"، وذلك بعد أن أطلق عدد من الناشطين حملات على مواقع التواصل الاجتماعي للتعريف بالرسول عليه الصلاة والسلام، بالتزامن مع دعوات في مختلف أنحاء العالم لتنظيم مظاهرات ووقفات احتجاجية على هذه
الرسوم المسيئة للإسلام.
وقال الطبيب عمران الحكيم من مدينة المعضمية، في حديث لـ"عربي21" إن "هذه الوقفة دُعي إليها ونظمت من قبل فعاليات ثقافية تابعة للمركز الإعلامي في المدينة، وشارك فيها ما يزيد عن 300 شخص، تم خلالها رفع عدد من اللافتات التي كتب عليها عبارات منددة بالرسوم المسيئة ومتضامنة مع الرسول الكريم".
كما تم خلال هذه الوقفة إلقاء عدد من الكلمات، تم فيها التركيز على رفض الإساءة لأي من الأديان والدعوة إلى التخلق بأخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم. كما نددت بالإرهاب من كل الأطراف، معتبرة أن رسم الصور "نوع من أنواع الإرهاب".
وأضاف الطبيب عمران أن هذه ليست المرة الأولى التي تشارك فيها المعضمية بأحداث تخص السوريين أو العالم، فقد نظمت فيما مضى عدد من الفعاليات للتضامن مع اللاجئين في دول الجوار وللتذكير باللاجئين الذين يموتون أثناء عبورهم البحر.
وأشار الحكيم إلى أن المشاركة في الوقفة لم تقتصر على المدنيين، بل شارك فيها عدد من عناصر الجيش الحر والكتائب الإسلامية.
وكانت الهجوم الدموي على مقر مجلة
شارلي إيبدو في باريس قد هز العالم، ثم أصرت على إعادة نشر عدد من الصور المسيئة للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، وكذلك فعلت عدد من الصحف الأوربية للتعبير عن تضامنها مع المجلة، الأمر الذي أدى إلى ردود فعل عديدة من المسلمين حول العالم على مثل هذه الأفعال، منها دعوات إلى مظاهرات لنصرة الرسول الكريم.
وقال ناشطون إن السورين اعتادوا على احتكار حزب البعث الحاكم للحياة السياسية وتنظيمها من كل الجوانب، ومنع أي فعالية كانت اجتماعية أو رياضية أو إنسانية من تنظيم أية مظاهرات أو اعتصامات أو أية أعمال احتجاجية مهما كانت الظروف والأسباب تحت طائلة الاعتقال والاختفاء القسري.
وكان لتنظيم المظاهرات في سوريا سابقاً طابع سياسي لمخاطبة دول أخرى وتوجيه رسائل أو لاختبار ردات فعل المجتمع السوري ولتنفيس الاحتقان في بعض الأحيان.
وكل المظاهرات التي خرجت سابقاً للاحتجاج على أحداث كحرب العراق وتهويد القدس وحروب إسرائيل على لبنان أو غزة والرسوم المسيئة للإسلام عندما نشرت لأول مرة، كانت من إعداد وتقديم حزب البعث وكان خروجها إجبارياً، كما كان قوام المظاهرات دائماً من الموظفين وطلاب المدارس والجامعات.
أما اليوم، وبعد خروج عدد من المناطق عن سيطرة النظام، فقد بات الأمر مختلفاً تماماً. ومنذ اندلاع الثورة السورية خرجت الجماهير عن سيطرة حزب البعث واقتصرت سيطرة الحزب على مؤيدي النظام الذين لم يخرجوا منذ بدء الثورة إلا بمسيرات إجبارية مؤيدة لبشار الأسد، فيما تحررت المناطق الثائرة من سطوة الحزب، وباتت المظاهرات والمسيرات تنظم من قبل مؤسسات المجتمع المدني وتكون المشاركة فيها كيفية وعفوية وليست تحت التهديد والترهيب، كما يقول الناشطون.