يبدو أن كل التهديدات النارية التي يطلقها القادة العسكريون الإيرانيون ومن خلفهم قيادات
حزب الله، لم تفلح في ردع الاحتلال
الإسرائيلي أو تثنيه عن القيام بعملية كبيرة، مثل قتل مسؤولين كبار في حزب الله.
فخلال الفترة الماضية اشتعلت التصريحات الإيرانية مهددة إسرائيل تارة، وأمريكا تارة أخرى، ووصل الأمر بقائد السلاح البحري، إلى القول إن بلاده قادرة على إغراق حاملات الطائرات الأمريكية في الخليج العربي، وزلزلة إسرائيل.
أما الأمين العام لحزب الله
حسن نصر الله، فقد هدد إسرائيل مرارا، وفي كل مناسبة وبعد كل حادثة.
إسرائيل تغير على مناطق سورية في بداية الأزمة في آذار/ مارس 2011، ونصر الله يهدد. ثم تغير في كانون الثاني/ يناير 2013 على موقع عسكري سوري قرب دمشق، قيل إنها استهدفت صواريخ متطورة منقولة للحزب، والأخير يهدد. وفي الثالث والخامس من أيار/ مايو 2013 غارات أخرى، ولازمة التهديد تتكرر.
واللافت أن تهديد نصر الله يأتي بمفعول عكسي على دولة الاحتلال، فإسرائيل راحت وقتلت رفيق درب السيد وأحد أبرز قيادت حزب الله، حسان اللقيس في كانون أول/ ديسمبر 2013، وتبع الحادثة عدة غارات، ولا جديد بموقف الحزب.
وكان آخر تصريح لنصر الله قبل أيام، حين هدد إسرائيل قبل أيام بالتقدم وتحرير منطقة الجليل الأعلى شمال فلسطين، كما أنه توعد الاحتلال بصواريخ طويلة المدى في عمق كيانه، إذا بقيت إسرائيل تغير على مناطق سورية، والمحصلة أيضا لا شيء.
الرد الإسرائيلي لخصه المحلل العسكري لصحيفة "يديعوت آحرنوت"، أليكس فيشمان حينما قال: "بعد أربعة أيام من المقابلة الصحفية الوقحة التي قدمها الأمين العام لحزب الله لشبكة الميادين اللبنانية – التي هدد فيها إسرائيل بسلاح حديث وباحتلال أجزاء من الجليل وبرد "جبهة المقاومة" على الهجمات في
سوريا – تلقي إسرائيل أمام وجهه بالأصبع الوسطى: هاك، صفينا بعض كبار مسؤوليك في سوريا، وهات لنراك الآن ماذا ستفعل".
الأوساط الإسرائيلية لا تتوقع ردا قويا على ضربتها المؤثرة للحزب، حيث رجحت محافل أن يقوم حزب الله بالرد على الهجوم، لكن بشكل لا يفضي إلى مواجهة عسكرية شاملة.
فقد رجح المعلق العسكري في صحيفة "هآرتس" عاموس هارئيل، أن يكون الرد عبر تنفيذ عملية ضد قوات الاحتلال في منطقة "مزارع شبعا"، على اعتبار أن الحزب يعتبر المنطقة "محتلة"، وبالتالي فإنه ينطلق من افتراض أن هناك شرعية لاستهداف قوات الاحتلال المتمركزة هناك.