يقول المعلق البريطاني روبرت فيسك، إن الضربة
الإسرائيلية على القنيطرة جنوب
سوريا كانت مثالا على المبدأ الإسرائيلي، الذي يقوم على "اضرب أولا ثم وجه أسئلة بعد ذلك".
ويبين الكاتب في مقال نشرته صحيفة "إندبندنت" أن جنرالا إيرانيا وستة ضباط من
حزب الله قتلتهم مروحية إسرائيلية في مدينة القنيطرة السورية.. متسائلا: "لكن، ماذا كانوا يفعلون هناك؟".
ويشير فيسك إلى أن الإسرائيليين نادرا ما يستخدمون المروحيات، والهجوم على "الإرهابيين" قرب مدينة القنيطرة السورية في نهاية الأسبوع الماضي كشف عن جانب من دعم
إيران وحزب الله لنظام الرئيس السوري بشار الأسد في دمشق.
ويوضح التقرير أن جنرالا إيرانيا وستة من ضباط حزب الله قتلوا، بينهم جهاد مغنية، نجل عماد مغنية القائد العسكري للحزب، منظم عمليات اختطاف الرهائن الغربيين في الثمانينيات من القرن الماضي، وكان ضحية اغتيال.
ويصف فيسك جنازات قتلى حزب الله، التي يقول إنها "عاطفية، وهي عادة ما تكون مسيرات انتصارات"، مشيرا إلى الجنازة الحاشدة التي نظمت لعماد مغنية عام 2008، وجهاد ورفاقه يوم الاثنين، وكانت دلالة على التكريم والتحدي وترسيخا لخطاب "المقاومة" ضد إسرائيل.
ويستدرك الكاتب: "لكننا لا نعرف بالطبع ماذا كان يفعل بالضبط الجنرال الإيراني محمد علي الله دادي ورفاقه من حزب الله قرب مزرعة الأمل، وهي قرية صغيرة من محافظة القنيطرة".
ويلفت فيسك إلى أنه بحسب الحرس الثوري الإيراني، فقد كان الجنرال في مهمة "استطلاع ميدانية"، وكان الجنرال دادي يساعد "الحكومة السورية على قتال التكفيريين السلفيين الإرهابيين". وهو الكلام نفسه الذي يقوله قادة حزب الله عندما يبررون تدخل الحزب في سوريا، رغم أن إسرائيل زعمت أن الإيرانيين وحزب الله والبقية "إرهابيون".
ويجد التقرير أنه لو قتلت إسرائيل قياديا من
الدولة الإسلامية لوصفته بالإرهابي، مع أن هذا القيادي كان يتمنى لو قتل قادة حزب الله والجنرال الإيراني. وبالنسبة للإسرائيليين والأمريكيين فحزب الله وإيران والدولة الإسلامية هم وجوه لعملة واحدة.
ويزعم الكاتب أن "التكفيريين السلفيين الإرهابيين"، الذين يتحدث عنهم الحرس الثوري الجمهوري، يتلقون الدعم من دولة جارة، وهي السعودية.
ويعتقد فيسك أن وجود ألفين من الحرس الثوري الجمهوري والمتطوعين الأفغان والشيعة الذين يقاتلون مع الأسد، "والذين شاهدتهم بأم عيني، ولا تنس ذكر الآلاف من مقاتلي حزب الله الذين قاتلوا وماتوا من أجل الأسد، يعزز من فرضية أن الجنرال دادي والقائد جهاد كانا في مهمة لمنع سقوط مناطق الجولان السورية بيد الدولة الإسلامية، وبقائها تحت سيطرة الأسد".
ويستبعد الكاتب إمكانية تخطيط هؤلاء لعمليات ضد إسرائيل، خاصة أنه كان لديهم الكثير من المهام والمشاكل، ولكن ولأن أجزاء من مرتفعات الجولان تسيطر عليها إسرائيل، فليس من الصعب تخيل زعم حزب الله في المستقبل أنه وسع "مقاومته" من لبنان حتى الجولان.