يطل أمين عام
حزب الله السيد
حسن نصر الله يوم الجمعة للتحدث في ذكرى شهداء المقاومة الإسلامية في القنيطرة، وإعلان موقف الحزب من الرد على العدوان
الإسرائيلي على كوادر المقاومة والحرس الثوري
الإيراني في الجولان.
وقد حرص حزب الله على إحاطة موقف الحزب من الرد على العدوان بالغموض، وأصدر عدة بيانات يؤكد فيها عدم صحة ما ينسب للحزب من أجواء ومواقف تحت عنوان "المصادر المقربة" أو "المصادر المطلعة"، وأكد أن مواقف الحزب يعلنها بوضوح المسؤولون فيه بشكل صريح وواضح.
وقد تحدث عدد من مسؤولي الحزب في الأيام القليلة الماضية عن العدوان الإسرائيلي وأهدافه ولكنهم أكدوا أن الموقف النهائي من العدوان سيعلنه السيد حسن نصر الله في احتفال يوم الجمعة.
وبانتظار ما سيعلنه نصر الله يمكن للمراقب للمواقف التي أعلنت حتى الآن من قبل مسؤولي الحزب والمسؤولين في الجمهورية الإسلامية الإيرانية حول العدوان أن يلحظ: أن الرد على العدوان الإسرائيلي سيكون محكوما بين مستويين، المستوى الأول مرتبط بالمواقف المبدئية والثابتة والمستوى الثاني مرتبط بالوقائع الميدانية والظروف السياسية والواقعية.
فعلى صعيد المستوى الأول؛ فالمسؤولون في حزب الله وإيران يؤكدون على حتمية الرد على العدوان، وأن الرد سيكون قويا وصاعقا، وأن الصهاينة سيدفعون ثمنا كبيرا للجريمة التي ارتكبوها، وأنه لا يمكن السكوت عن العدوان، لأن السكوت سيكرس معادلة جديدة يريد العدو الصهيوني تكريسها في لبنان وسوريا والمنطقة، من خلال المبادرة بالقيام بأي عمل عسكري ضد قوى المقاومة، وضرب توازن الرعب الذي فرض منذ عدوان عام 2006، كما أنه من ثوابت حزب الله والمقاومة عدم السكوت عن أي استهداف لقيادات المقاومة وكوادرها ومراكزها العسكرية والأمنية.
أما على صعيد الوقائع السياسية والميدانية فلم يعد خافيا من أن أي رد قاس من المقاومة أو إيران وسوريا سيؤدي إلى رد إسرائيلي جديد، مما قد يفتح الباب أمام حرب جديدة إما في لبنان أو
سوريا، وهذا ما يسعى إليه الصهاينة الآن، وأما إيران وحزب الله فهما لا يفضلان الانخراط بحرب كبرى في هذه الأجواء، وخصوصا في ظل عودة المفاوضات النووية الإيرانية – الدولية وفي ظل الأوضاع في سوريا، وإن كانت أية حرب جديدة بين حزب الله وقوى المقاومة من جهة والعدو الصهيوني من جهة أخرى قد تساعد في إعادة تكريس أولوية الصراع مع العدو الصهيوني على حساب أي صراع آخر في المنطقة، كما أنها تساهم بإعادة ترميم محور المقاومة.
وميدانيا أيضا لا بد من الأخذ بالاعتبار بالثمن الكبير الذي ستؤدي إليه أية حرب كبرى، وخصوصا على الصعيد اللبناني من تدمير وخسائر، وما جرى عام 2006 من عدوان وما جرى من اعتداءات على قطاع غزة يقدم نموذجا واضحا لما سيفعله الصهاينة من تدمير إذا حصلت أية حرب كبرى، كما أن أي رد من المقاومة وإيران على الجيش الإسرائيلي ومؤسساته الأمنية والعسكرية يتطلب تأمين القدرات والإمكانيات والظروف الميدانية المناسبة.
على ضوء هذه المعطيات بين الثوابت والمواقف المبدئية وبين الوقائع السياسية والميدانية تبدو مهمة السيد حسن نصر الله في خطاب يوم الجمعة ليست سهلة؛ بل هي من المهمات الصعبة التي يواجهها في حياته، وهي تشبه اللحظات التي تلت استشهاد نجله هادي والأمين العام الأسبق لحزب الله السيد عباس الموسوي وللقائد الحاج عماد مغنية وغيرهم من قادة وكوادر حزب الله، وإن كانت الظروف السياسية والميدانية اليوم لا تشبه الظروف السابقة.
فأي رد سيقوم به حزب الله وكيف سينجح السيد حسن نصر الله في تسويق الموقف الجديد، هذا ما سننتظره من خطاب يوم الجمعة الفاصل في لحظة صعبة وفاصلة على مستوى لبنان والمنطقة.