تشن قوات
الجيش المصري مدعومة بعناصر الشرطة المدنية حملة عسكرية موسعة في شمال
سيناء منذ سبتمبر 2013 لتعقب ما تسميهم بالعناصر "الإرهابية"، لكن
الهجمات على رجال الجيش والشرطة هناك لم تقل، بل زادت كماً ونوعاً.
وهزت انفجارات بسيارات مفخخة وهجمات بقذائف صاروخية متزامنة عدداً من المقرات الأمنية والعسكرية في مدن العريش ورفح والشيخ زويد بشمال سيناء مساء الخميس، أسفرت عن مقتل 30 وإصابة 45 تم نقلهم إلى مستشفيات القوات المسلحة.
وكما كان هجوم "كرم القواديس" في أكتوبر الماضي بمنزلة نقلة نوعية في استهداف جنود الجيش من حيث الأسلحة المستخدمة والتكتيك المتبع، مثلت هذه الهجمات الأخيرة نقلة نوعية أخرى في التنسيق الميداني على الأرض، حيث تم مهاجمة عدة أهداف في وقت متزامن وبجرأة كبيرة.
ونقلت وسائل الإعلام المصرية المؤيدة للانقلاب
تصريحات أصبحت معتادة بعد كل عملية للمسؤولين عن بدء القوات المسلحة تنفيذ عمليات عسكرية واسعة النطاق في شمال سيناء للرد على الهجمات الأخيرة، يشارك فيها قوات التدخل السريع والوحدات الخاصة من الصاعقة والمظلات تساندها مروحيات الأباتشي الهجومية التي أفرجت عنها الولايات المتحدة مؤخراً، مشيرة إلى أن الإعلان عن نتائج هذه العمليات سيتم خلال الساعات المقبلة.
لكن هذه التصريحات المكررة أصبحت غير مقنعة لكثير من المصريين حيث يشككون في نجاعة الإجراءات الأمنية التي تعلنها الدولة كل مرة عقب العمليات المسلحة، بينما تفشل دائماً وقف قتل الجنود في سيناء.
وأعلنت جماعة "أنصار بيت المقدس" التي انضمت في نوفمبر الماضي للدولة الإسلامية وغيرت اسمها إلى "ولاية سيناء" مسؤوليتها عن هجمات الخميس.
ووقعت الهجمات في وقت إقامة مباراة كرة القدم بين فريقي الأهلي والزمالك، حيث استغل المهاجمون انشغال الضباط والجنود بمشاهدة المباراة ونفذوا عملياتهم.
في سياق متصل، قال مسؤولون طبيون إن طفلين قتلا، أحدهما رضيع عمره ستة أشهر صباح الجمعة في مواجهات بين الجيش المصري وجهاديين في الشيخ زويد في شمال سيناء غداة الهجمات المتزامنة التي أسقطت 30 قتيلاً معظمهم من العسكريين في شمال سيناء.
وقالت المصادر الطبية إن هذه المواجهات أسفرت عن مقتل طفل عمره ستة أشهر بطلق ناري بالرأس في قرية أبو طويلة بالشيخ زويد، وآخر عمره ست سنوات إثر تهتك بالبطن جراء سقوط قذيفة، فيما أصيب اثنان آخران أحدهما طفل بطلقات نارية في حادث مماثل في قرية المطلة المجاورة.
تصريحات مثيرة للسخرية
وأثار تصريح المتحدث العسكري سخط وسخرية كثير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، بسبب ما قالوا إنه كذب مفضوح وانفصال عن الواقع.
وقال العميد محمد سمير إن هجوم العناصر الإرهابية على مقار تابعة للقوات المسلحة والأجهزة الأمنية بالعريش باستخدام عربات مفخخة وقذائف صاروخية، جاء نتيجة للضربات الناجحة التي وجهتها القوات المسلحة والشرطة المدنية ضد العناصر والبؤر الإرهابية خلال الفترة الأخيرة بشمال سيناء.
وأشار سمير عبر بيان على صفحته الرسمية على فيس بوك، إلى أن فشل جماعة الإخوان المسلمين والعناصر الداعمة لها في نشر الفوضى في الذكرى الرابعة لثورة يناير، كان أحد الدوافع لتنفيذ هذه الهجمات.
واستمراراً للتصريحات المثيرة لاستغراب الكثيرين من مؤيدي ومعارضي الجيش على حد سواء، قال حكمدار شمال سيناء في تصريحات تلفزيونية، إن قوات الجيش والشرطة تسيطر على الأوضاع بالكامل في شمال سيناء، مما دفع أحد المعلقين إلى التساؤل، كيف إذاً سيكون الوضع إذا كانت قوات الجيش والشرطة لا تسيطر على الأوضاع هناك؟
وعلق عمرو فراج مدير شبكة رصد الإخبارية على فيس بوك بقوله: "سيناء فيها حظر تجوال من 4 شهور.. ممنوع حد يطلع من بيته من 5 المغرب لغاية 6 الفجر.. والسيطرة في الشوارع طول الفترة دي للجيش فقط.. ورغم كده حصل هجوم بالحجم ده بكمية الانتشار دي الساعة 9 بالليل، هو الجيش ليه لازمة أساساً؟ ما بالكم بقى لو أنصار بيت المقدس قررت تنزل أي محافظة يسهل التحرك فيها؟
وكتب محمد رؤوف" يقول: "العملية خلصت.. اللي نفذها هيستخبى ويشرب شاي.. والجيش هيسخن يومين تلاتة وبعدين يريح.. تطلع عملية تانية.. العملية خلصت.. اللي نفذها هيستخبى ويشرب شاي.. والجيش هيسخن يومين تلاتة وبعدين يريح.. وتطلع عملية تالتة، وهكذا".
السيسي يتابع وصبحي يقود
وعقد الرئيس عبد الفتاح السيسي مساء الخميس اجتماعاً مع أعضاء الوفد المرافق له خلال زيارته لإثيوبيا، حيث يشارك في القمة الإفريقية التي تنطلق أعمالها الجمعة لمناقشة تداعيات تلك الهجمات.
وقال المتحدث باسم رئاسة الجمهورية علاء يوسف في بيان صحفي إن السيسي يتابع الحادث بشكل مكثف، وأجرى اتصالات من أديس أبابا بالفريق أول صدقي صبحي وزير الدفاع، والفريق محمود حجازي رئيس الأركان، للوقوف على آخر التطورات، مبيناً أن السيسي وجه بملاحقة الإرهابيين وتصفية أوكارهم عبر عملية موسعة في شمال سيناء.
ومن المقرر أن يعقد وزير الدفاع صدقي صبحي اجتماعاً الجمعة مع عدد من القيادات العسكرية لبحث تطورات الموقف على الأرض، وكيفية وقف التدهور في الأوضاع الأمنية في شمال سيناء، وكما في كل مرة أيضاً، أعلن وزير الدفاع أنه سيشرف على العمليات العسكرية في سيناء بنفسه.
وتأتي هجمات شمال سيناء الأخيرة في وقت بالغ الحرج للنظام المصري، حيث يعاني الوضع الأمني في المحافظات المصرية تدهوراً غير مسبوق، فالعبوات الناسفة بدائية الصنع أصبحت منتشرة في عشرات الأماكن، واستهداف رجال الشرطة والقضاء تزايد بشدة، فضلاً عن استهداف المصالح الاقتصادية لداعمي الانقلاب والشركات الأجنبية في البلاد.